للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الرمادي [ثقة حافظ، قال: «سمعت من عبد الرزاق سنة أربع ومائتين»، وكان رفيقاً لابن معين في الرحلة، قلت: قد تأخر سماعه من عبد الرزاق عن أحمد وابن معين، فإنهما قد سمعا من عبد الرزاق سنة (١٩٩). سيرة الإمام أحمد (٣٢)، تاريخ دمشق (٥/ ٢٦٦) و (٣٦/ ١٨٠)، البداية والنهاية (١٤/ ٣٨٢)، السير (١٢/ ٣٩٠)، تاريخ الإسلام (٥/ ١٠١٢)]، وإسحاق بن إبراهيم الدبري [راوي مصنف عبد الرزاق، وهو: صدوق؛ إلا أن سماعه من عبد الرزاق متأخر جداً، وقد سمع منه بعدما عمي، وكان يصحف، ويحرف. انظر: شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٤)، اللسان (٢/٣٦)].

لكن أحمد في المسند جعل حديث عبد الرزاق بعد حديث بهز وعفان عن حماد بن زيد الموقوف، والذي لم يكن في شأن الصدقات، كما سبق بيانه، ولم يسق أحمد لفظ حديث عبد الرزاق، وإنما قال: فذكر الحديث، وسياقه هكذا يقتضي عدم الرفع، وأنه ليس في شأن اعتداء المصدق عليهم، فالله أعلم.

ولفظ عبد الرزاق في المصنف برواية إسحاق الدبري: معمر، عن أيوب: حدثنا شيخ من بني سدوس، يقال له: ديسم، عن بشير ابن الخصاصية - وكان النبي قد سماه بشيراً -، قال: أتيناه فقلنا إن أصحاب الصدقة يعتدون علينا، فنكتمهم قدر ما يزيدون علينا؟ قال: لا، ولكن اجمعوها، فإذا أخذوها فأمروهم فليصلوا عليكم، ثم تلا: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ١٠٣].

وهكذا رواه أحمد بن منصور الرمادي عند البيهقي، وظاهر سياقهما يقتضي عدم الرفع، وأن القائل: أتيناه فقلنا إن أصحاب الصدقة؛ هو ديسم السدوسي، وأن المسؤول هو بشير ابن الخصاصية، وليس هو رسول الله ، فهو موقوف أيضاً.

وعلى فرض صحة رواية الرفع: فيقال:

القول فيه قول حماد بن زيد، فإنه أثبت الناس في أيوب، وقوله فيه هو المقدم عند الاختلاف؛ قال يحيى بن معين: «إذا اختلف إسماعيل بن علية وحماد بن زيد في أيوب، كان القول: قول حماد، قيل ليحيى: فإن خالفه سفيان الثوري؟ قال: «فالقول: قول حماد بن زيد في أيوب»، قال يحيى: ومن خالفه من الناس جميعاً في أيوب؛ فالقول قوله».

وبهذا قال أحمد، وسليمان بن حرب، وابن عدي، أعني في تقديم حماد بن زيد في أيوب على كل من روى عن أيوب [انظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٩)].

ومعمر بن راشد وإن كان ثقة في الزهري وابن طاووس؛ إلا أنه كان يُضعف حديثه عن أهل العراق خاصة، وليس هو بالثبت في أيوب السختياني، وحديثه عن أهل البصرة فيه ضعف، وأيوب بصري [انظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٧٤)].

• وعليه فالمحفوظ في هذا الحديث:

أنه موقوف على بشير ابن الخصاصية قوله في الصبر على اعتداء الناس، وعدم استيفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>