وانظر أيضا فيمن ترجم لعمرو بن أبي سفيان: تاريخ أسماء الثقات (٢٢٣)، غنية الملتمس (٤٢٠)، تاريخ الإسلام (٣/ ٩٤٠ - ط الغرب)، إكمال مغلطاي (١٠/ ١٧٧)، التهذيب (٣/ ٢٧٤).
وانظر أيضا فيمن ترجم لجابر بن سعر: الجرح والتعديل (٢/ ٤٩٦)، الثقات (٦/ ١٤٢)، الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ١٤٠).
قلت: وهذا إسناد لا بأس به، والأشبه عندي أن عمرو بن أبي سفيان حدث زكريا بن إسحاق المكي بحديث مسلم بن شعبة، وحدث عبد الله بن المبارك بحديث جابر بن سعر، حيث كان عنده الحديث من وجهين عن سعر بن ديسم، رواه مرة عن سعر: المصدق مسلم بن شعبة، من قبل والي مكة نافع بن علقمة، ورواه عنه مرة أخرى: ابنه جابر، وسمعه عمرو بن أبي سفيان بالوجهين جميعا، ولا يستبعد مثل هذا، لا سيما وكل حديث له قصة تؤكد أن عمرو بن أبي سفيان قد ضبطها وأحكمها، والله أعلم.
• ولم ينفرد عمرو بن أبي سفيان برواية هذه الواقعة عن جابر بن سعر، فقد تابعه أخوه أبو مرارة:
• رواه مسلم بن خالد [الزنجي المكي: فقيه، صدوق كثير الأوهام]، عن عبد الحميد بن رافع، عن أبي مرارة، عن جابر بن سعر، قال: إني لفي غنم لي بناحية مر في أول الإسلام، إذا أنا برجلين مرتدفين على بعير، فخشيت أن يكونا ممن ينتهب، فتواريت منهما بصخرة وألجأت عنقي إلى حبل، وقد كانا بصرا بي، فأقبلا حتى وقفا علي، فقالا: السلام عليك، فقلت: وعليكما السلام، فمن أنتما رحمكما الله؟ فقالا: إنا رسولا رسول الله ﷺ، فقلت: مرحبا برسولي رسول الله، فما حاجتكما؟ قالا: نصدق غنمك هذه، وفيها شاة فقم فأخرجها، فقمت فلم آل أفضل شاة في الغنم، فأخرجتها، فلما رأياها قالا: لا، أرسل فليس لنا هذه، فأرسلتها وأخذت التي تليها في الخيرة، فقالا: أرسل، فإنا لا نأخذ شافعا، فأرسلتها وأخذت شاة قد اعتاطت، فقال المقدم منهما: ناولنيها، فناولته إياها، فوضعها بين يديه، وقالا: بارك الله لك وزكاك، ثم ذهبا وما نزلا.
قال مسلم: الشافع: الماخض، والمعتاطة: التي قد ضربها الفحل فلم تلقح.
أخرجه ابن زنجويه في الأموال (١٥٦١).
قلت: وهم مسلم بن خالد الزنجي فجعل القصة لجابر بن سعر، وإنما هي لأبيه: سعر بن ديسم، قصر بإسناده فأسقط منه ذكر أبيه، وكذلك انفرد في هذه الواقعة بكونه توارى من مصدقي النبي ﷺ خوفا أن ينتهبا غنمه، ولم يتابع على ذلك.
ورواه عبد الله بن موسى التيمي، عن أسامة بن زيد، عن أبي مرارة الجهني، عن ابن سعر [وفي رواية: أخبرنيه ابن سعر]، عن أبيه، قال: كنت بمكة في غنم لي، فجاء رجل فسلم وأنا بين ظهراني غنمي، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا رسول رسول الله، فقلت: مرحبا برسول رسول الله، فماذا تريد؟ قال: أريد صدقة غنمك، فجئته بشاة ماخض خير ما