للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: وكلام أهل العلم في ذلك يطول ذكره، والذي يترجح لي: أن زينب هي ريطة، لقب لها، فإن القصة واحدة، وسياقها يدل على عدم التعدد، وقد رواها عدد من الصحابة، بسياق قريب بعضه من بعض، وما ورد من اختلاف يسير يمكن حمله على أن البعض ذكر بعض أحداث القصة وجوانبها دون بعض، ومجموع الأحاديث الواردة يدل على أن السائلة عن النفقة على ابن مسعود وعياله، أو على أيتام في حجرها: امرأة واحدة، هي زينب الثقفية، وهي أيضاً ريطة؛ لقب لها، لا سيما وأنه لم يرد لها ذكر سوى في هذا الحديث الواحد، الذي رواه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، والله أعلم. والحاصل: فإن الشاهد من إيراد طرق حديث زينب امرأة ابن مسعود، أنها كانت في صدقة التطوع، ولم تكن في الزكاة الواجبة، فضلاً عن كونها دليلاً على إيجاب الزكاة في الحلي، والله أعلم.

قال ابن قدامة في المغني (٢/ ٥١٤) في معرض الجواب عن حديث زينب امرأة ابن مسعود : أن لها بني أخ أيتام في حجرها أفتعطيهم زكاتها؟ قال: «نعم»؛ قال ابن قدامة: «والحديث الثاني: ليس فيه ذكر الزوج، وذكر الزكاة فيه غير محفوظ، قال أحمد: أما ذكر الزكاة فهو عندي غير محفوظ، إنما ذاك صدقة من غير الزكاة».

٣ - حديث أسماء بنت يزيد:

رواه علي بن عاصم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: دخلت أنا وخالتي على النبي ، وعلينا سواران من ذهب، فقال لنا: «أتؤديان زكاته؟»، قلنا: لا، قال: «أفتحبان أن يسوركما الله سوارين وفي رواية: أما تخافان أن يسوركما الله أسورة من نار؟ أديا زكاته».

أخرجه أحمد (٦/ ٤٦١)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ١٧٠/٤٣١). [الإتحاف (١٦/ ٨٦٧/ ٢١٣٣٦)، والمسند المصنف (٣٦/ ٩١/١٧٣٤٧)].

قلت: وهذا حديث منكر، تفرد به عن ابن خثيم المكي دون بقية أصحابه الثقات المكيين وغيرهم علي بن عاصم الواسطي، وهو: صدوق، كثير الغلط والوهم، فإذا روجع أصر ولم يرجع، لذا فقد تركه بعضهم، وله أوهام تقدم ذكرها في فضل الرحيم الودود.

وقد خالف فيه ابن خثيم أصحاب شهر بن حوشب حيث زاد فيه: الأمر بأداء زكاة الحلي، وابن خثيم لم يكن بالحافظ، بل كان سيئ الحفظ، فإنه وإن وثقه ابن معين والنسائي في رواية عنهما، فقد ليناه في أخرى، فقال ابن معين - في رواية الدورقي عنه -: «أحاديثه ليست بالقوية»، وقال النسائي في السنن (٥/ ٢٤٨/٢٩٩٣) في الخطبة قبل يوم التروية: «ابن خثيم: ليس بالقوي في الحديث، … ، ويحيى بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم ولا عبد الرحمن، إلا أن علي بن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث، وكأن علي بن المديني خُلق للحديث»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «كان يخطئ»،

<<  <  ج: ص:  >  >>