• ثم رواه عبد الرزاق مرة أخرى (٦/ ١٨٤/ ١٠٤٣٧)، عمن سمع أنساً، يقول: قال النبي ﷺ: «لا شغار، ولا إسعاد في الإسلام، ولا حلف في الإسلام، ولا جلب، ولا جنب». كذا وقع في المصنف برواية إسحاق بن إبراهيم الدبري [راوي مصنف عبد الرزاق، وهو: صدوق؛ إلا أن سماعه من عبد الرزاق متأخر جداً، وقد سمع منه بعدما عمي، وكان يصحف، ويحرف، وروى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة. انظر: شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٤)، واللسان (٢/٣٦)].
لكن رواه أحمد بن حنبل الإمام الجهبذ الحافظ الفقيه، قديم السماع من عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا سفيان، عمن سمع أنس بن مالك، يقول: قال النبي ﷺ: «لا شغار في الإسلام، ولا إسعاد في الإسلام، ولا حلف في الإسلام، ولا جلب، ولا جنب».
أخرجه أحمد (٣/ ١٦٢). [الإتحاف (٢/ ٤١٢/ ٢٠١١)، والمسند المصنف (٢/ ٧٦٤/ ٢٣٣)]
• وهذا الذي أبهم في رواية الثوري؛ إنما هو أبان بن أبي عياش، وكان عادة سفيان إذا لم يرض الرجل أبهمه:
فقد روى عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم [ضعيف، حدث عن الفريابي بالبواطيل. اللسان (٤/ ٥٦٢)]: ثنا الفريابي: ثنا سفيان، عن أبان، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عقد في الإسلام، ولا إسعاد، ولا شغار، ولا جلب، ولا جنب». قال سفيان: العقد: الحلف، والإسعاد النوح، والشغار والجلب: أن يجلب خلف الفرس، والجنب: أن يقاد معه؛ يعني: في القمار.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ١١٨).
• وبهذا يتبين أن الحديث إنما هو حديث أبان بن أبي عياش عن أنس مرفوعاً، وهو حديث منكر؛ فإن أبان بن أبي عياش: متروك منكر الحديث، رماه شعبة بالكذب.
وأما ثابت البناني فإنما يروي عن أنس قوله في تفسير الشغار حسب، والله أعلم.
• وله طريقان آخران عن عمران بن حصين:
أ - رواه إبراهيم بن خالد [الصنعاني المؤذن: ثقة]، قال: حدثنا رباح، عن معمر، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين، أن رسول الله ﷺ قال: «لا شغار في الإسلام».
أخرجه أحمد (٤/ ٤٤١). [المسند المصنف (٢٣/ ٢٤١/ ١٠٤٣٣)].
قلت: محمد بن سيرين روايته عن عمران بن حصين في صحيح مسلم [التحفة (١٠٨٣٩ - ١٠٨٤١)] [وانظر: تحفة التحصيل (٢٧٨)].
قلت: وهو غريب من حديث ابن سيرين، ثم من حديث أيوب، فإن معمر بن راشد إنما يروي عن ابن سيرين بواسطة أيوب السختياني، ومعمر بن راشد: قد سبق الحديث عنه قريباً، وفي حديثه عن أهل البصرة ضعف، وليس بالثبت في أيوب [انظر: تاريخ دمشق