قلت: وعلى هذا؛ فيكون حديث أبي قزعة عن الحسن عن عمران: هو المحفوظ من حديث عبد الصمد عن شعبة، ووهم فيه من قال: عمران القصير، بدل: أبي قزعة.
وأبو موسى الزمن محمد بن المثنى: ثقة ثبت، وزيد بن أخزم: ثقة حافظ، لكن الرواية التي وافقت رواية الجماعة عن شعبة هي الأولى بالصواب، وإن كان شعبة يحتمل من مثله التعدد في الأسانيد، لكن حديث عمران القصير غريب من حديثه، ولم يشتهر، والله أعلم.
و - ورواه يوسف بن موسى القطان [ثقة]: ثنا عمرو بن حمران البصري: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، أن رسول الله ﷺ قال: «لا شغار في الإسلام، ولا جنب ولا جلب، والشغار: أن يتزوج الرجل أخت هذا وهذا أخت هذا بغير صداق، والجلب والجنب كان هذا في الرهان.
كره رسول الله ﷺ النعي، ونهى عنه، وقدم فيه، وقال رسول الله ﷺ: «من انتهب نهبة فليس منا».
أخرجه البزار (٩/٢٧/٣٥٣٤)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٤٨/٣١٥) [واللفظ له].
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن قتادة إلا سعيد، ولا نعلم أحداً رواه عن سعيد إلا عمرو بن حمران، ولم يكن به بأس، وقد روي نحو كلامه عن عمران من غير وجه بألفاظ مختلفة».
ورواه يحيى بن السكن: ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله ﷺ: «لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام».
أخرجه الطبراني في الكبير (١٨/ ١٤٧/ ٣١٦).
قلت: لا يثبت هذا من حديث قتادة:
أما حديث سعيد بن أبي عروبة: فهو حديث غريب جداً، تفرد به عن أهل البصرة أهل الري، وابن أبي عروبة: ثقة ثبت، كثير الأصحاب، وكان قد اختلط في آخر عمره، وفي تفرد عمرو بن حمران عنه غرابة شديدة، فهو حديث غريب من هذا الوجه.
وعمرو بن حمران: بصري، سكن الري: قال أبو حاتم: «صالح الحديث»، وقال أبو زرعة: «أحاديثه ليس فيها شيء»، وقال البزار: لم يكن به بأس»، فلم يبلغ رتبة الثقات، ولا هو من أصحاب ابن أبي عروبة المكثرين عنه، ولو سلمنا بأنه حفظه، فلعله أخذه عن ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، والله أعلم [الجرح والتعديل (٦/ ٢٢٧)، ومسند البزار (٩/٢٨/٣٥٣٤)، وتاريخ الإسلام (١٣/ ٣٢٣)، والثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٣٤٠)].
وأما حديث عمران القطان: فهو حديث منكر؛ تفرد به ح بن السكن البصري، وهو: ضعيف، يتفرد عن كبار الثقات بما لا يتابع عليه [راجع ترجمته في: فضل الرحيم الودود (٨/ ٤٣١/ ٧٨٢)]، وعمران بن داور العمي، أبو العوام القطان البصري: صدوق يهم، كثير الرواية عن قتادة، إلا أنه كثير المخالفة والوهم [التهذيب (٣/ ٣١٨)، والميزان (٣/ ٢٣٦)]