وعقبة: لم يرو عنه غير مسلم بن إبراهيم، والحسن: «لم يسمع من عمران».
قلت: عقبة بن خالد الشني: بصري، يروي عن الحسن وابن سيرين، وثقه الحاكم، وذكره ابن حبان في الثقات [التاريخ الكبير (٦/ ٤٤٤)]، والجرح والتعديل (٦/ ٣١٠)، والثقات (٧/ ٢٤٧)، والمؤتلف للدارقطني (٣/ ١٣٤٨)، ومعرفة علوم الحديث (٢٧٥)، والمتفق والمفترق (٣/ ١٧٢١)، والإكمال لابن ماكولا (٤/ ٥٠٤)، والثقات لابن قطلوبغا [(٧/ ١٥٧)].
قلت: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، لم ينفرد به عقبة بن خالد عن الحسن، تابعه: عنبسة بن أبي رائطة، والحسن البصري: لم يسمع من عمران بن حصين [المراسيل (١١٩ - ١٢٦)، ونصب الراية (١/ ٩٠)، وتحفة التحصيل (٧١)] [راجع الكلام مفصلاً في نفي سماع الحسن من عمران: فضل الرحيم الودود (٥/ ٣٢٧/ ٤٤٣)].
• والثاني: رواه محمد بن المثنى [ثقة ثبت]، وعمار بن خالد [الواسطي التمار: ثقة]: نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة]: نا عنبسة بن أبي رائطة الغنوي، عن الحسن؛ أن رجلاً قال لعمران بن حصين ﵁: يا أبا نجيد! إنكم لتحدثون بأحاديث الله أعلم بها، حدثوا بالقرآن، قال: القرآن والله نعم؛ أرأيت لو دفعنا إليك، وقد وجدنا في القرآن أن: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، ولم نر رسول الله ﷺ سن لنا كيف كنا نركع؟ كيف كنا نسجد؟ كيف كنا نعطي زكاة أموالنا؟ [إلى هنا تنتهي رواية عمار بن خالد، وزاد في آخره: فأفحم الرجل].
ثم قال: إن نبي الله ﷺ قال: «لا شغار في الإسلام».
والشغار: أن تكون المرأة الحرة مهراً لأخرى تكون للرجل قريبة؛ فيقول: أُنكِحُكَ وتُنكِحُني بغير صداق، فذلك هو الشغار.
فهل تجد هذا في القرآن؟ ولعمري إنه في القرآن، قال الله تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ [النساء: ٤].
وكان يقول: «لا جلب ولا جنب في الرهان»، وكان ينهى عن النهبة، ويقول: «من انتهب فليس منا، لا ينتهب مؤمن»، فهل تجد هذا؟ يعني: في القرآن.
أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٢٣٧)، وإسماعيل الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/ ٣٥٥/ ١٧٨ - ١٨١) (٢٤١ - ٢٤٣ - ط الفاروق).
• ورواه مختصراً بطرف منه:
أ - يحيى بن خلف [الباهلي البصري: ثقة]: ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد: حدثنا عنبسة، عن الحسن، عن عمران بن حصين ﵁، عن النبي ﷺ قال: «لا جلب ولا جنب في الرهان».
أخرجه أبو داود (٢٥٨١)، ومن طريقه: البيهقي (١٠/٢١). [التحفة (٧/ ٣٧٦/ ١٠٧٩٣) و (٧/ ٣٧٩/ ١٠٨٠٠)، والمسند المصنف (٢٣/ ٢٣٩/ ١٠٤٣٢)].