توفي رسول الله ﷺ وكان أبو بكر ﵁، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر ﵁ يا أبا بكر: كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله ﷺ:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله».
فقال [أبو بكر]: والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعها، قال عمر ﵁: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر ﵁، فعرفت أنه الحق.
أخرجه البخاري (١٣٩٩ و ١٤٠٠ و ١٤٥٦ و ١٤٥٧)، والنسائي في المجتبى (٦/٥/٣٠٩٢) و (٧/ ٧٨/ ٣٩٧٣)، وفي الكبرى (٣/ ٤١٢/ ٣٤٢١) و (٤/ ٢٦٧/ ٤٢٨٥)، وأبو عوانة (٢١)، وابن حبان (١/ ٤٤٩/ ٢١٦)، وأحمد (١/١٩/١١٧)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (٤٤)، والطحاوي في المشكل (١٥/ ٨٤/ ٥٨٥٤)، وابن السماك في الثاني من أماليه (٤٨)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ٢١٠/ ٣١١٨)، وابن منده في الإيمان (٢١٥)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٠٤)، والخطيب في المبهمات (٣/ ١٩٤ - ١٩٥)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٥/ ٤٨٨/ ١٥٦٧)، وقال:«هذا حديث متفق على صحته». وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٢/ ٢٢١/ ١٤٧٠). [التحفة (٧/ ٣٠٩/ ١٠٦٦٦)، والإتحاف (١٢/ ٤١٦/ ١٥٨٦٨)، والمسند المصنف (٢٢/ ٩٧/ ٩٩٦٩)].
رواه عن شعيب به هكذا: أبو اليمان الحكم بن نافع حمصي، ثقة ثبت، من أروى الناس عن شعيب، وعصام بن خالد [صدوق]، وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي [ثقة]، وبقية بن الوليد [صدوق].
قال الطحاوي:«ولا نعلم عن شعيب عن الزهري في ذلك اختلافاً».
• قلت: خالف جماعة الثقات عن شعيب الوليد بن مسلم، فَوَهم في إسناده:
رواه أحمد بن سليمان هو: ابن عبد الملك الرهاوي: ثقة حافظ، كان ثبتاً في الأخذ والأداء، أكثر عنه النسائي. [التهذيب (١/٢٤)]، قال: حدثنا مؤمل بن الفضل [الحراني: ثقة]، قال: حدثنا الوليد بن مسلم [دمشقي، ثقة]، قال: حدثني شعيب بن أبي حمزة، وسفيان بن عيينة، وذكر آخر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: لما جمع أبو بكر لقتالهم، فقال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله ﷺ:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها»؟.
قال أبو بكر: لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر لقتالهم، فعرفت أنه الحق.
أخرجه النسائي في المجتبى (٦/٦/٣٠٩٣) و (٧/ ٧٨ - ٧٩/ ٣٩٧٥)، وفي الكبرى