للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٩٢/ ٢٦٧٩).

وهذا موقوف على عائشة بإسناد صحيح، أم شبيب: ثقة [طبقات ابن سعد (٨/ ٤٨٧)، سؤالات ابن طهمان (٣٣٢)، التاريخ الكبير (٤/ ٢٣٣)، الجرح والتعديل (٤/ ٣٦٠)].

* وقد روى جماعة من ثقات أصحاب عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفرخ من صلاة الليل والوتر قبل بزوغ الفجر الصادق، وقد سبق أن تكلمت عن مسألة قريبة من هذه تحت الحديث رقم (١٣١٨)، والذي رواه إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: ما ألفاه السَّحَرُ عندي إلا نائمًا، تعني: النبي -صلى الله عليه وسلم-[أخرجه البخاري (١١٣٣)]، وفي رواية مسعر بن كدام، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: ما ألفى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- السَّحَرُ الأعلى في بيتي -أو: عندي-، إلا نائمًا، وفي رواية: ما ألفى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- السَّحَرُ الآخرُ قطُّ عندي إلا نائمًا [أخرجه مسلم (٧٤٢) ومما قلت هناك:

مما جاء في معنى حديث أبي سلمة هذا عن عائشة: ما ألفاه السحر عندي إلا نائمًا؛ ما صح عن ابن عباس؛ مما يدل على نومه -صلى الله عليه وسلم- بعد وتره، وقبل الفجر:

فقد روى مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس؛ في قصة مبيته عند خالته ميمونة، وموضع الشاهد منه: ثم أوتر، ثم اضطجع، حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح [يأتي عند أبي داود برقم (١٣٦٧)، وهو في الموطأ (٣١٧)، والبخاري (١٨٣ و ٩٩٢ و ١١٩٨ و ٤٥٧٠ - ٤٥٧٢)، ومسلم (٧٦٣/ ١٨٢)].

وأما حديث عروة وأبي سلمة عن عائشة فيدل ظاهره على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصِلُ صلاة الليل بركعتي الفجر ثم يضطجع بعدهما، يعني: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في وقت السحر، فلم يكن الاضطجاع عندئذ في وقت السحر، وإنما كان بعد طلوع الفجر:

ففي روايةٍ عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى من الليل ثم أوتر صلى الركعتين؛ فإن كنت مستيقظة حدثني، والا اضطجع حتى يأتيه المنادي [وهذا أصله في مسلم (٧٤٣)، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٢٦٢)].

• وروى الزهري، عن عروة بن الزبير؛ أن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يجيء المؤذن فيؤذنه [رواية معمر، عند البخاري (٦٣١٠)].

وفي رواية عمرو بن الحارث [عند مسلم]: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء -وهي التي يدعو الناس العتمة- إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن للإقامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>