وهذا حديث صحيح، غريب من حديث يونس بن يزيد عن نافع.
و- ورواه أحمد بن سلمان، قال: حدثنا جعفر بن محمد [هو: جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ؛ ثقة، وله أوهام تقدمت معنا في السنن]، قال: حدثنا سريج بن النعمان [بغدادي، ثقة]، قال: حدثنا فليح بن سليمان [مدني، ليس به بأس، كثير الوهم]، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أُروا ليلة القدر في المنام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أرى رؤياكم قد تواطأت على السبع الأواخر، فمن كان متحرياً فليتحرَّها فيهنَّ".
أخرجه أبو الحسن ابن الحمامي في الأربعين من فوائده بتخريج ابن أبي الفوارس (٢٨)، قال: حدثنا أحمد بن سلمان به.
قال ابن أبي الفوارس:"هذا حديث غريب من حديث فليح بن سليمان عن نافع، وهو إسناد صحيح، وقع إلينا عالياً".
قلت: وهو كما قال، غريب من حديث فليح بن سليمان، وأحمد بن سلمان النجاد الفقيه، الحافظ الصدوق، شبهوه بابن صاعد في كثرة الحديث واتساع طرقه، لكن قال الدارقطني:"حدث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله"، وقال أيضاً:"حدث من غير كتبه"، وقال حمزة السهمي:"سألت أبا بكر ابن عبدان عن عبد الباقي بن قانع؟ فقال: لا يدخل في الصحيح، ولا النجاد، يعثي: أحمد بن سلمان" [سؤالات السهمي (١٧٧ و ٣٣٤)، سؤالات السلمي (١٢)، تاريخ بغداد (٤/ ١٨٩)، السير (١٥/ ٥٠٢)، اللسان (١/ ٤٧٥)].
ز- ورواه مقدام: ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار [ثقة، مصري]: ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن [محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي يتيم عروة: ثقة]، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن الناس أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان، فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل:"إن الناس رأوها في السبع الأواخر، فالتمسوها في السبع الأواخر".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٩/ ٩/ ٨٩٦٤).
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن القاسم إلا أبو الأسود، ولا رواه عن أبي الأسود إلا ابن لهيعة، تفرد به: أبو الأسود".
قلت: ولا يثبت هذا من حديث عبد الرحمن بن القاسم، ولا من حديث أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل؛ ابن لهيعة: ضعيف، والمقدام بن داود الرعيني: ضعيف، واتهم [راجع ترجمته تحت الحديث المتقدم برقم (٢٣٦)، وبرقم (٧٢٨)، طريق رقم (١٤)].
• قلت: وقد روي عن ابن لهيعة من وجه آخر، بإسناد آخر، حيث جعله من حديث جابر عن أنس، ويأتي ذكره في الشواهد.