وأبو جعفر السويدي محمَّد بن النُّوشَجان البغدادي، قال ابن معين:"صاحب لنا"، وقال البخاري:"وإنما قيل: السويدي؛ لأنه رحل إلى سويد بن عبد العزيز"، وقال أبو حاتم:"لا أعرفه"، وقال الآجري عن أبي داود:"ثقة، حدثنا عنه أحمد، كان صاحب شكوك في الحديث، رجع الناس من عند عبد الرزاق بثلاثين ألفًا، ورجع بأربعة آلاف"، لذا قال السمعاني في الأنساب:"وكان صدوقًا ثقةً، محتاطًا في الأخذ"، وقال الذهبي:"ومات قبل أوان الرواية، روى عنه أقرانه" [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٧١/ ٢٧٣)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٦٠٥/ ٣٨٨٠)، التاريخ الكبير (١/ ٢٥٣)، الجرح والتعديل (٨/ ١١٠)، الثقات (٩/ ٩٢)، تاريخ بغداد (٣/ ٣٢٦)، الأنساب (٣/ ٣٣٩)، تاريخ الإِسلام (١٥/ ٣٩٦)، التعجيل (٩٧٩)، اللسان (٧/ ٥٥٤)].
وسليمان بن أحمد الواسطي، صاحب الوليد بن مسلم: متروك، كذبه جماعة [اللسان (٤/ ١٢٣)].
هكذا انفرد الغرباء برواية هذا الحديث عن الوليد بن مسلم، ولم يعرفه أهل بلده، ثمَّ هو بعد ذلك لم يكن في كتاب الوليد بن مسلم الذي صنفه في الصلاة، ولذا حكم عليه أبو حاتم بالنكارة من هذا الطريق، وكذلك أنكره ابن المديني، ولم يره الدارقطني محفوظًا.
وأما ابن أبي العشرين فإنَّه: صدوق، لينه جماعة، وكان يخالف في حديثه، ويخطئ في حديث الأوزاعي، قال أبو حاتم:"كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب حديث" [التهذيب (٢/ ٤٧٤)، التقريب (٥٦٤)]، لذا فلم يقنع به أبو حاتم أن ينفرد بهذا الحديث عن الأوزاعي، ورآه منكرًا؛ حيث تفرد به عن الأوزاعي، ولم يتابعه عليه أحد من أصحاب الأوزاعي على كثرتهم، والله أعلم.
ولهذا: فإن حديث الأوزاعي من هذين الطريقين لا يصلح في الشواهد، والله أعلم.
• وقد روي حديث أبي قتادة هذا أيضًا من حديث أبي سعيد وأبي هريرة وعبد الله بن مغفل، ومن مرسل النعمان بن مرة والحسن البصري:
أ - أما حديث أبي سعيد الخدري:
فيرويه حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أسوأ الناس سرقةً الذي يسرق من صلاته"، قالوا: يا رسول الله! وكيف يسرق من صلاته؟ قال:"لا يتم ركوعها ولا سجودها".
أخرجه أحمد (٣/ ٥٦)، والطيالسي (٣/ ٦٦٩/ ٢٣٣٣)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٥٧/ ٢٩٦٠)، وعبد بن حميد (٩٩٠)، والبزار (٥٣٦ - كشف)، وأبو يعلى (٢/ ٤٨١/ ١٣١١)، وابن عديّ في الكامل (٥/ ١٩٩)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٠٢)، والبيهقيُّ في الشعب (٣/ ١٣٦/ ٣١١٨)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٤٠٩ - ٤١٠).
قال أبو نعيم:"تفرد به علي بن زيد -وهو: ابن جدعان-، عن سعيد، وعنه: حماد".