وكان ابن عباس يقول: كان الناس يظنون أنها ليست عليهم، وذلك أن رسول الله ﷺ إنما صنعها لهذا الحي من قريش للذي بلغه عنهم، حتى حج حجة الوداع، فرملها، فمضت السنة بها. أخرجه ابن جرير الطبري في التاريخ (٣/٢٤).
قلت: الحسن بن عمارة: متروك الحديث [التهذيب (١/ ٤٠٧)]، لكنه قد توبع على هذا الحديث، وليس فيما رواه هنا ما يستنكر عليه.
وسلمة بن الفضل الأبرش الرازي: ليس بالقوي، وهو صاحب مغازي ابن إسحاق، وهو ثبت فيها [التهذيب (٢/ ٧٦). الميزان (٢/ ١٩٢)]، ومحمد بن حميد الرازي: حافظ، أجمع أهل بلده على ضعفه، وهو كثير المناكير، لكنه يحتمل في روايته عن الرازيين فيما توبع عليه.
• وقد رواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، وعلي بن مسهر [ثقة]، وعلي بن هاشم بن البريد [كوفي، صدوق]:
عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: قدم رسول الله ﷺ وأصحابه في الهدنة التي كانت بينه وبين المشركين، والمشركون عند باب الندوة مما يلي الحجر، وقد تحدثوا أن برسول الله ﷺ وأصحابه جهداً وهزلاً، فلما استلموا الحجر، قال لهم رسول الله ﷺ:«إنهم تحدثوا أن بكم جهداً وهزلاً، فارملوا ثلاثة أشواط، حتى يروا أن بكم قوة»، قال: فلما استلموا الحجر رفعوا أرجلهم، فرملوا، فقال بعضهم لبعض: أليس زعمتم أن بهم جهداً وهزلاً؟ وهم لا يرضون بالمشي حتى يسعوا سعياً! لفظ ابن هاشم [عند ابن أبي شيبة]، وقد غيرت منها ما يخالف رواية ابن مسهر [عند الطبراني]، ولفظ وكيع [عند أحمد] مختصر، وهو بمعنى ما تقدم.
أخرجه أحمد (١/ ٣٥٦)، وابن أبي شيبة (٢٠/ ٥٢٣/ ٣٩٦١٤ - ط الشثري)، وعنه: عبد بن حميد (٦٥٥)، والطبراني في الكبير (١١/ ٣٨٦/ ١٢٠٧٧). [الإتحاف (٨/ ٩٠/ ٨٩٨٦)، المسند المصنف (١٢/ ٢٢٥/ ٥٨٥٨)].
قلت: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، وأحاديث الحكم عن مقسم: كتاب إلا خمسة أحاديث ليس هذا منها [راجع الكلام عن هذه السلسلة، ونقول أهل العلم فيها، في باب تقبيل الحجر، تحت الحديث رقم (١٨٧٣)، في باب الاستلام بالمحجن ثم تقبيل المحجن].
قلت: واجتماع هذين الطريقين يشهد أن له أصلاً عن الحكم، لا سيما مع ثبوت الحديث في قصة الرمل في عمرة القضية من طرق كثيرة عن ابن عباس، تقدم ذكرها.
• ورواه محمد بن النضر الأزدي [ثقة]: حدثنا الوليد بن شجاع [ثقة]: حدثنا مصعب بن سلام، عن شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ رمل في حجته الثلاث الأول من الحجر إلى الحجر ومشى الأربع.