بالبيت، وبين الصفا والمروة، ليري المشركين قوته [متفق على صحته، وتقدم].
• وروى سعيد بن بشير، قال: حدثني قتادة، عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس، عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ سعى عاما، ومشى عاما.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢٣٧/ ٢٧٧٣)، والبزار (٢/٢٤/١١١٨ - كشف)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/٢٥/٢٦٣١)، وأبو الحسن الإخميمي في الأول من حديثه (١٤ - انتقاء عبد الغني الأزدي). [الإتحاف (٧/ ٥٠٨/ ٨٣٣٠)، المسند المصنف (١٢/ ٢٢٨/ ٥٨٦١)]
قال البزار: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من حديث سعيد بن بشير».
قلت: هو حديث منكر، تفرد به عن قتادة دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: سعيد بن بشير، وهو: شامي، ضعيف، يروي عن قتادة المنكرات.
• وروى الحجاج بن أرطأة، عن أبي جعفر وعكرمة، عن ابن عباس، قال: لما اعتمر رسول الله ﷺ، بلغه أن أهل مكة يقولون: إن بأصحابه هزالا، فقال لهم حين قدم: «شدوا مآزركم وأعضادكم، وارملوا؛ حتى يرى قومكم أن بكم قوة».
قال: ثم حج النبي ﷺ ولم يرمل.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار [عزاه إليه: عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٨١)]، وعلقه ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٧٢)، وفي الاستذكار (٤/ ١٩٤)
قلت: هو حديث منكر بهذا السياق؛ حجاج بن أرطأة: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر سماعا.
قال ابن جرير: «قالوا: إنما رمل رسول الله ﷺ في حجة الوداع [وفي التوضيح (١١/ ٣٦٤): في عمرة القضية]، في إسناد هذا الحديث: الحجاج بن أرطاة».
وقال ابن عبد البر في الاستذكار: «هذا ليس بشيء، لأن الثابت عن النبي ﷺ أنه رمل في حجته حجة الوداع من الحجر إلى الحجر، ثلاثة أشواط ومشى أربعة، من حديث مالك وغيره، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر. وهذا يدل على ضعف ما رواه الحجاج بن أرطاة من قوله: ثم حج رسول الله ﷺ فلم يرمل».
وقال في التمهيد (٢/ ٧٢): «أما من زعم أن الرمل ليس بسنة، واحتج بقول ابن عباس هذا، فمغفل فيما اختاره، وقد ظن في ذلك ظنا ليس كما ظن، والدليل على ذلك: … »، فذكر حديث أبي الطفيل عن ابن عباس في الرمل في عمرة الجعرانة، ثم قال: «ففي هاتين الروايتين أن رسول الله ﷺ رمل الأشواط الثلاثة كلها، وقد كان في بعضها حيث لا يراه المشركون، وفي ذلك دليل على أنه ليس من أجلهم رمل، وبعد، فلو كان رمل من أجل المشركين في عمرته كما قال ابن عباس، ما منع ذلك من أن يكون الرمل سنة؛ لأن الرمل مأخوذ عنه، محفوظ في حجته التي حجها، وليس بمكة مشرك واحد يومئذ، فرمل.