عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: سألت ابن عباس عن السعي بين الصفا والمروة؟ فقال: أول من فعله إبراهيم.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢٠/ ١٩٠/ ٣٨٧٦٠ - ط الشثري).
قلت: وروايته هذه توافق رواية ابن خثيم، وأبي عاصم الغنوي، وعامر بن طهفة، فيما يتعلق بالطرف الثالث من الحديث، فهي رواية صحيحة.
وروى عبد الله بن المبارك [ثقة حجة، إمام فقيه]، عن عبيد الله بن أبي زياد، قال: سمعت أبا الطفيل، يحدث أن رسول الله ﷺ رمل من الحجر إلى الحجر.
أخرجه أحمد (٥/ ٤٥٥ و ٤٥٦)، وأبو يعلى (٢/ ١٩٦/ ٩٠١)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٨١/ ٣٨٣٥). [الإتحاف (٦/ ٤١٢/ ٦٧٣٢)، المسند المصنف (١٠/ ٤٢٧/ ٤٩٨٦)]
قال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٧٢)، وفي الاستذكار (٤/ ١٩٣): «روى ابن المبارك، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، قال: رمل رسول الله ﷺ من الحجر إلى الحجر. وهذا معناه في حجة الوداع، أو في عمرته، لا عام الحديبية».
قلت: وهذه الرواية غلط من عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي، وهو: ليس بالقوي، قال ابن حبان: «كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع عليه» [التهذيب (٨/ ٥٨١). ضعفاء العقيلي (٣/ ١١٨). المجروحين (٢/ ٦٦)].
وقد رواه الناس عن أبي الطفيل عن ابن عباس في عمرة القضية، وأن النبي ﷺ وأصحابه كانوا يرملون من الحجر الأسود إلى الركن اليماني، ثم يمشون إذا تغيبوا عن قريش من الركن اليماني إلى الحجر، ثم يطلعون عليهم وهم يرملون.
فقد روى يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ لما نزل مر الظهران حين صالح قريشاً، … فذكر الحديث إلى أن قال: فاضطبع النبي ﷺ وأصحابه، فرملوا ثلاثة أطواف، ومشوا أربعاً، والمشركون في الحجر، وعند دار الندوة، وكان أصحاب النبي ﷺ إذا تغيبوا منهم بين الركنين اليماني والأسود مشوا، ثم يطلعون عليهم، فتقول قريش: والله لكأنهم الغزلان. فكانت سنة.
ورواه إسماعيل بن زكريا الخلقاني، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، … وفيه: ثم أقبل رسول الله ﷺ حتى دخل المسجد، وقعدت قريش نحو الحجر، فاضطبع بردائه، ثم قال: «لا يرى القوم فيكم غَمِيزة»، فاستلم الركن، ثم دخل حتى إذا تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن الأسود، فقالت قريش: ما يرضون بالمشي، إنهم لينقزون نقز الظباء. ففعل ذلك ثلاثة أطواف، فكانت سنة.
وتابعهما أيضاً: معمر بن راشد، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس نحوه.
