• ورواه يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وعبد الله بن داود الخريبي، وخلاد بن يحيى [وهم ثقات، أكثرهم أثبات]، وحجاج بن نصير [ضعيف]:
عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل قال: قلت لابن عباس: إن قومك يزعمون أن رسول الله ﷺ قد رمل بالبيت، وإنها سنة؟ قال: صدقوا وكذبوا، قلت: كيف صدقوا وكذبوا؟ قال: قد رمل رسول الله ﷺ بالبيت، وليس بسنة، قد رمل رسول الله ﷺ وأصحابه، والمشركون على جبل قعيقعان، فبلغه أنهم يتحدثون أن بهم هزلًا، فأمر بهم أن يرملوا؛ ليريهم أن بهم قوة. لفظ يحيى [عند أحمد]، وبنحوه رواه وكيع [عند إسحاق]، وعبد الله بن داود [عند ابن حبان]، وعبيد الله [عند البزار]، وأبو نعيم وخلاد [مقرونين عند الطبراني]، وابن المبارك [عند ابن حبان] نحوه إلا أنه قال: وقد تحدثوا أن بصحابة رسول الله ﷺ هزالا وجهدًا، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يرملوا ليريهم أن بهم قوة. وبنحو رواية ابن المبارك: رواه الطنافسي [عند أحمد].
وكذلك رواه حجاج بن نصير [عند الطحاوي]؛ إلا أنه زاد في المتن ما ليس من حديث فطر، وإنما هو من حديث ابن خثيم، حيث قال: فكان رسول الله ﷺ يرمل من الحجر الأسود إلى الركن اليماني، فإذا توارى عنهم مشى. فدخل له حديث في حديث.
أخرجه ابن حبان (٩/ ١١٩ و ١٥٠٠/ ٣٨١١ و ٣٨٤١)، وأحمد (١/ ٢٢٩ و ٢٣٣)، والحميدي (٥٢١)، وإسحاق بن راهويه (٢/ ٥١٥/ ٢٦٣٩)، والفاكهي في أخبار مكة (٢/ ٢١١/ ١٣٧٣)، والبزار (١١/١٦/٤٦٨٧)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٨٠/ ٣٨٣٢)، وفي أحكام القرآن (٢/ ١٠٧/ ١٣٣١) وبسنده ومتنه تحريفًا، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٠٦٢٥/ ٣٢٥). [الإتحاف (٧/ ٣١٩/ ٧٩٠٨)، المسند المصنف (١٢/ ٢٢٨/ ٥٨٦٢)].
وهذا حديث صحيح.
• ورواه محمد بن حميد الرازي: حدثنا مهران حدثنا سفيان [الثوري]، عن فطر، عن أبي الطفيل: قلت لابن عباس: إن قومك يزعمون أن رسول الله ﷺ رمل بالبيت وأنه سنة؟ فقال: صدقوا وكذبوا، قد رمل رسول الله ﷺ، وليس بسنة، قدم رسول الله ﷺ، والمشركون على قعيقعان، يتحدثون أن بهم هزلًا وجهدًا، فأمرهم فرملوا، يريهم أن بهم قوة.
أخرجه أبو طاهر المخلص في الثالث من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٥٤)(٥٢٠ - المخلصيات).
قلت: هذا حديث منكر من حديث الثوري؛ تفرد به عنه بهذا الوجه: مهران بن أبي عمر العطار الرازي، وهو: لا بأس به، يغلط في حديث الثوري.
ومحمد بن حميد الرازي: حافظ، أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير.