البيهقي: فرمل رسول الله ﷺ ليرى المشركون قوته وقوة أصحابه، وليست بسنة].
قلت: أرأيت الركوب بين الصفا والمروة؟ قال: قوم يزعمون أنها سنة، قال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا وما كذبوا؟ قال: جاء رسول الله ﷺ وهو يريد أن يسعى بين الصفا والمروة، خرج أهل مكة، فخرجوا حتى خرجت العوائق، وكان رسول الله ﷺ لا يُضرب أحد عنده ولا يُدَعُون [يعني: لا يُدفعون]، فدعا براحلته فركب، ولو تُرِك كان المشي أحب إليه. وهو عند أحمد بالشطر الثاني.
وبنحو ما تقدم رواه خالد الواسطي [عند ابن خزيمة، وفرقه حديثين].
ولفظ عبد الأعلى [عند ابن أبي شيبة، فرقه حديثين]: قال: قلت لابن عباس: ألا تحدثني عن الرمل؟ فإن قومك زعموا أنه سنة، قال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا وكذبوا؟ قال: قدم رسول الله ﷺ مكة، فقال أهل مكة: إن محمدًا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا من الهزل، وأهل مكة ناس حُسد، فبلغ ذلك النبي ﵇ فاشتد عليه، فقال:«أروهم اليوم منكم ما يكرهون»، قال: فرمل رسول الله ﷺ وأصحابه الثلاثة الأشواط، ومشوا الأربعة.
وقال: قلت لابن عباس: ألا تحدثني عن الطواف راكبًا بين الصفا والمروة، فإنهم يزعمون أنه سنة؟ فقال: صدقوا وكذبوا، فقلت: وما صدقوا وكذبوا؟ قال: صدقوا، إن الطواف بين الصفا والمروة سنة، وكذبوا في أن الركوب فيه سنة؛ أتى رسول الله ﷺ الصفا والمروة، فلما سمع به أهل مكة خرجوا ينظرون إليه، حتى خرجت العواتق، وكان رسول الله ﷺ لا يدفع أحدًا عنه، فأكبوا عليه، فلما رأى ذلك دعا براحلته فركب، ثم طاف على بعيره، ليسمعوا كلامه، ولا تناله أيديهم، ويروا مكانه.
ورواية سعيد بن زيد [عند أبي نعيم الأصبهاني، والحداد]، بمعنى ما تقدم.
أخرجه مسلم (٢٣٧/ ١٢٦٤)(٢٣٧/ ١٢٦٤ - ط العامرية)، وأبو عوانة (١٠/ ٧٦/ ٣٩١٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٣٥٤/ ٢٩١٧ و ٢٩١٨)، وابن خزيمة (٤/ ٢١٤ و ٢٣٩/ ٢٧١٩ و ٢٧٧٩)، وابن حبان (٩/ ١٥٣/ ٣٨٤٥)، وأحمد (١/ ٣٦٩)، وابن أبي شيبة [عزاه إليه: ابن بطال في شرح البخاري (٤/ ٢٨٤ و ٣٢٧)]، والبزار (١١/١٧/٤٦٨٩)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٨١ و ١٠٠)، وفي الدلائل (٤/ ٣٢٧)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٢٦٩/ ١٣٠٦). [التحفة (٤/ ٤٤٦/ ٥٧٧٦)، الإتحاف (٧/ ٣١٩/ ٧٩٠٨)، المسند المصنف (١٢/ ٢٢٨/ ٥٨٦٢)].
قال البزار:«وهذا الحديث قد روي عن ابن عباس من وجوه، وروي عن أبي الطفيل عن ابن عباس من غير وجه، وفيمن ذكرنا مقنع إلا أن يزيد غير من ذكرنا كلامًا فيكتب من أجل الزيادة».
وقال ابن خزيمة:«قول ابن عباس: صدقوا وكذبوا؛ يريد: صدقوا أن النبي ﷺ قد ركب بينهما، وكذبوا بقول: إنه ليس بسنة واجبة ولا فضيلة، وإنما هي إباحة لا حتم ولا فضيلة».