للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قعيقعان، فتحدثوا أن بأصحابه وجعًا، فهرول رسول الله وأمر أصحابه بذلك.

أخرجه الحارث بن أبي أسامة (٤/ ٣٠٧/ ٢٢٢٦)، قال: حدثنا محمد بن عمر: حدثنا عبد الله بن جعفر به.

قلت: ولا يثبت من هذا الوجه بهذا السياق من حديث ابن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس؛ تفرد به محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك، متهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (٣/ ٦٥٨)].

ب - سعيد بن إياس الجريري، عن أبي الطفيل:

يرويه: خالد بن عبد الله الواسطي، وعبد الوارث بن سعيد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي [وهم ثقات أثبات ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه، ذكر ابن معين عبد الأعلى فيمن كتب عن الجريري قبل أن ينكر عليه، وقال العجلي: «وعبد الأعلى أصحهم سماعًا، سمع منه قبل أن يختلط بثماني سنين». سؤالات ابن طهمان (٣٢٨). معرفة الثقات (٥٧٦)]، ويزيد بن هارون [ثقة متقن، سمع من الجريري بعد الاختلاط]، وعبد الواحد بن زياد [ثقة]، وسعيد بن زيد الجهضمي [صدوق]، قالوا:

حدثنا الجريري [سعيد بن إياس الجريري: حديثه قبل اختلاطه صحيح، وهو مبثوث من رواية القدماء عنه في الصحيحين وغيرهما]، عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: أرأيت هذا الرَّمَلَ بالبيت ثلاثة أطوافٍ، ومَشْي أربعة أطوافٍ، أسنةٌ هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة، فقال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما قولك: صدقوا وكذبوا؟ قال: إن رسول الله قدم مكة، فقال المشركون: إن محمدًا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهُزْلِ [كذا في معظم النسخ، وصوابه: الهُزال]، وكانوا يحسدونه، قال: فأمرهم رسول الله أن يرملوا ثلاثًا ويمشوا أربعًا.

قلت له: أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكبًا، أسنة هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة، قال: صدقوا وكذبوا، قلت: وما قولك: صدقوا وكذبوا؟ قال: إن رسول الله كثر عليه الناس، يقولون: هذا محمد، هذا محمد، حتى خرج العواتق من البيوت، قال: وكان رسول الله لا يُضرَبُ [وفي رواية: لا يُصرف] الناسُ بين يديه، فلما كثر عليه ركب، والمشي والسعي أفضل. لفظ عبد الواحد [عند مسلم، وابن حبان، والبيهقي].

ولفظ يزيد [عند أبي عوانة]: قال: قلت لابن عباس: أرأيت الرمل بالبيت ثلاثة أشواط رملًا وأربعًا مشيًا؟ قال: قومك يزعمون أنها سنة [وعند البيهقي: إن قومك يزعمون أن رسول الله قد رمل وأنها سنة]، قال: صدقوا وكذبوا، قال: قلت: ما صدقوا وما كذبوا؟ قال: جاء النبي [وفي رواية البيهقي: إن رسول الله قدم والمشركون على قعيقعان]، فلما سمع أهل مكة - وكانوا قومًا حُمَّدًا - قالوا: انظروا إلى أصحاب محمد لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزل [وفي رواية البيهقي: فجعلوا يتحدثون أن أصحاب رسول الله ضعفاء]، فقال النبي : «أروهم [منكم] ما يكرهون». [زاد عند

<<  <  ج: ص:  >  >>