أطواف، وكانوا إذا بلغوا الركن اليماني وتغيَّبوا من قريش مَشَوا، ثم يطلُعُون عليهم يرملون، تقول قريش: كأنهم الغزلان. قال ابن عباس: فكانت سنة.
ولفظ عبد الجبار وابن أبي يوسف [مقرونين عند الفاكهي]: قال: سألت ابن عباس ﵄ عن السعي بين الصفا والمروة؟ قال ابن عباس: لما بعث الله ﵎ جبريل ﵊، أتى إبراهيم ﵇ يريه المناسك عرض له الشيطان الخبيث بين الصفا والمروة، [فأمر] الله تعالى أن يجيز الوادي. وقال ابن أبي يوسف: قبل أن يعرض له الخبيث. قالا: قال ابن عباس ﵄: فكانت سنة.
أخرجه أبو داود (١٨٨٩)، وأبو عوانة (١٠/ ٨٢/ ٣٩٢١)، وابن خزيمة (٤/ ٢١١)(٢٧٠٧)، وابن حبان (٩/ ١٢٠/ ٣٨١٢) و (١٤/ ٤٦٦/ ٦٥٣١)، والفاكهي في أخبار مكة (٢/ ٢٠٩/ ١٣٧٠)، وابن الأعرابي في المعجم (١٣٣٧)، والآجري في الشريعة (٤/ ١٥٦٩/ ١٠٥٥)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٧٨) و (٥/ ٧٩)، وفي الصغرى (٢/ ١٧٢/ ١٦١١)، وفي الدلائل (٤/ ١٢٠). [التحفة (٤/ ٤٤٨/ ٥٧٧٩)، الإتحاف (٧/ ٣١٩ و ٧/ ٣٢١ و ٧٩٠٨ و ٧٩١٠)، المسند المصنف (١٢/ ٢٣٢/ ٥٨٦٣)].
وهذا حديث صحيح، يحيى بن سليم الطائفي: صدوق، سيئ الحفظ، له أحاديث غلط فيها؛ إلا أنه كان متقنًا لحديث ابن خثيم كان عنده في كتاب، وقد قرأه على ابن خثيم، قدمه أبو زرعة على معمر في ابن خثيم [انظر: التهذيب (٤/ ٣٦٢). تاريخ الدوري (٣/ ٦٨ و ١١٠/ ٢٦٢ و ٤٥٧). العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٨٠/ ٣١٥٠). علل ابن أبي حاتم (٢٧٠٢)].
* ورواه محمد بن الصباح الدولابي [ثقة حافظ]: حدثنا إسماعيل - يعني: ابن زكريا -[الخلقاني: ليس به بأس]، عن عبد الله - يعني: ابن عثمان، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، إن رسول الله ﷺ لما نزل مَرَّ الظهران في عمرته بلغ أصحاب رسول الله ﷺ أن قريشًا تقول: ما يتباعثون من العَجَف، فقال أصحابه: لو انتحرنا من ظهرنا، فأكلنا من لحمه، وحسونا من مرقه، أصبحنا غدًا حين ندخل على القوم وبنا جمامة؟ قال:«لا تفعلوا، ولكن اجمعوا لي من أزوادكم»، فجمعوا له، وبسطوا الأنطاع، فأكلوا حتى تولوا، وحثا كل واحد منهم في جرابه، ثم أقبل رسول الله ﷺ حتى دخل المسجد، وقعدت قريش نحو الحجر، فاضطبع بردائه، ثم قال:«لا يرى القوم فيكم غَمِيزة»، فاستلم الركن، ثم دخل حتى إذا تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن الأسود، فقالت قريش: ما يرضون بالمشي، إنهم لينقُرُون نقز الظباء. ففعل ذلك ثلاثة أطواف، فكانت سنة.
قال أبو الطفيل: وأخبرني ابن عباس أن النبي ﷺ فعل ذلك في حجة الوداع.
أخرجه أحمد (١/ ٣٠٥)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (١١/ ٩١/ ٨٢).
[الإتحاف (٧/ ٣٢١/ ٧٩١٠)، المسند المصنف (١٢/ ٢٣٢/ ٥٨٦٣)]. وهذا حديث صحيح.