قال ابن خُزيمة:«قوله: «يُرفع في الثالثة»، يريد: بعد الثالثة، إذ رفع ما قد هُدِم محال؛ لأن البيت إذا هُدِم لا يقع عليه اسم بيت إذا لم يكن هناك بناء».
وقال البزار:«وهذا الحديث لم نسمع أحدًا يُحدث به إلا الحسن بن قزعة، عن سفيان بن حبيب، وقد رُوي عن حماد، عن حميد، عن بكر، عن ابن عمر موقوفًا». قلت: قد وهم في رفعه الحسن بن قزعة، إنما رواه الناس عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا.
• ورواه أبو بكر بن إسحاق [أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد النيسابوري، قال الحاكم:«كان عالمًا بالحديث والرجال والجرح والتعديل، وفي الفقه كان المشار إليه في وقته، ثقة مأمون»، ونعته الذهبي بقوله:«الإمام العلامة المفتي المحدث شيخ الإسلام، جمع وصنف، وبرع في الفقه، وتميز في علم الحديث». تاريخ نيسابور (١). الإرشاد (٣/ ٨٤٠). الأنساب (٣/ ٥٢١). التدوين (٢/ ١٤١). السير (١٥/ ٤٨٣). تاريخ الإسلام (٢٥/ ٢٥٦). طبقات الشافعية الكبرى (٣/٩)]: أنا محمد بن عيسى بن السكن الواسطي: حدثنا عمرو بن عون [الواسطي: ثقة ثبت]: حدثنا سفيان بن حبيب: حدثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «استمتعوا من هذا البيت، فإنه قد هُدِم مرتين، ويُرفع الثالثة».
قال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
قلت: وهذا أيضًا وهم، ويغلب على ظني أن الوهم فيه من محمد بن عيسى بن السكن أبي بكر الواسطي، وهو يعرف بابن أبي قماش، قدم بغداد، وحدث بها، قال الخطيب:«كان ثقة»، على عادته في التوسع في هذا الإطلاق، بدليل أنه أورد له حديثًا واحدًا وهم في وصله، وقد رواه الناس مرسلًا، هكذا قرر الخطيب نفسه [فتح الباب (٧٣٠). تاريخ بغداد (٣/ ٦٩٩). تاريخ الإسلام (٦/ ٨١٩)].
• والصواب في هذا ما رواه: يزيد بن هارون [ثقة متقن]، وحماد بن سلمة [ثقة، وعنه: أبو سلمة موسى بن إسماعيل، وهو: ثقة ثبت]، وتوبة بن علوان [يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. الجرح والتعديل (٢/ ٤٤٦). المجروحين (١/ ٢٠٥). اللسان (٢/ ٣٨١)]
عن حميد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن عمرو، قال: تمتعوا من هذا البيت قبل أن يُرفع، فإنه سيُرفع، ويُهدم مرتين، ويُرفع في الثالثة. لفظ يزيد [عند ابن أبي شيبة].
وفي رواية حماد [عند الفاكهي]: قال: يهدم البيت ثلاث مرات، ثم يرفع الحجر في الهدمة الثالثة. وفي رواية توبة: تهدم الكعبة مرتين، ويرفع الحجر في المرة الثالثة.