جبير، عن أبي هريرة قال: رأيت النبي ﷺ شرب من زمزم قائما. [أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣/ ٤٨٦)(٥/ ٢٣٢/ ٥١٢١ - ط الرشد)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٣٧٢/ ٣٤٣٢)، وفي الصغير (١/ ٢٢٣/ ٣٥٧)، وأبو الشيخ في جزء أحاديثه (٨١)، والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ٤٢٨)] [قال العقيلي: «قرة بن العلاء السعدي: عن أبي يونس الخصاف، عن داود بن أبي هند، وأبو يونس مجهول، والحديث غير محفوظ»، ثم قال:«والرواية في شرب النبي ﷺ من زمزم ثابتة من غير هذا الوجه»] [وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا أبو يونس الخصاف، ولا عن أبي يونس إلا قرة بن العلاء، تفرد به: الحسن بن محمد النخاس»] [قلت: إسناده مظلم، إنما يروي من حديث عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس].
* وقد سبق أن أشرت في خاتمة حديث أبي مسعود: إلى ما صح عن ابن عباس في قصة زمزم، والسقاية، والشرب من زمزم، وأنه مروي عن ابن عباس من طرق، يأتي تخريجها في السنن برقم (٢٠٢١)، منها: ما رواه البخاري في صحيحه (١٦٣٥)، ومنها: ما رواه مسلم في صحيحه (١٣١٦)، وليس فيها موضع الشاهد، في الشرب في الطواف، والله أعلم.
• وقد روي الشرب في الطواف عن ابن عباس من قوله:
* رواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن محمد بن عبد الله [محمد بن عبد الله بن مهاجر الشعيثي: صدوق]، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لا بأس بالشرب في الطواف. أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٣٨١/ ١٥٢٥٤ - ط الشثري).
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد لا بأس به.
٤ - حديث العباس بن عبد المطلب:
يرويه: أبو عمر الضرير محمد بن عثمان بن سعيد الكوفي [ثقة، شيخ للعقيلي وابن قانع والطبراني. سؤالات الحاكم (٢٠٨). تاريخ الإسلام (٦/ ٨١٤ و ١٠٣٨)]: حدثنا أحمد بن يونس [أحمد بن عبد الله بن يونس: ثقة حافظ]: حدثنا زهير بن معاوية [ثقة ثبت]، عن ابن أبي ليلى، عن رجل من أهل مكة: حدثنا أبو صالح مولى أم هانئ، عن العباس بن عبد المطلب؛ أن رسول الله ﷺ كان يطوف بالبيت، فاستسقى وهو يطوف. أخرجه الطبراني في الكبير [عزاه إليه: ابن كثير في جامع المسانيد (٤/ ٦٥٧/ ٥٩٤٠)].
وهذا حديث ضعيف؛ أبو صالح باذام مولى أم هانئ: ضعيف، لم يدرك العباس بن عبد المطلب، والراوي عنه: مبهم، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جدا، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون.
* وصح عن عطاء بن أبي رباح؛ أنه قال: لا بأس أن يشرب وهو يطوف بالبيت.