حدثنا عثمان بن فائد: حدثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: طفت مع رسول الله ﷺ بالبيت فانقطع شسعه، فمشى في نعل واحدة، وهو يصلح شسعه، فخلعت نعلي، فقلت: يا رسول الله انتعلها، فقال: «لا أحب الأثرة».
أخرجه الطبراني في حديث أهل البصرة (١٢٩ - انتقاء ابن مردويه).
قلت: هذا حديث موضوع على شعبة بن الحجاج، تفرد به عنه دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: عثمان بن فائد، وهو منكر الحديث، بل متهم بالوضع، وهذه الأحاديث مدارها على عاصم بن عبيد الله، تلوّن فيها على وجوه، وقد تقدم تخريجه فيما روي في السراويل والخفين للمحرم، تحت الحديث رقم (١٨٢٩)، من المجلد السابع والعشرين.
٣ - حديث أبي هريرة:
• رواه عبد الملك بن عمير، قال: حدثني أبو الأوبر [وكان من بني الحارث بن كعب]: أنه سمع أبا هريرة، وقال له رجل: يا أبا هريرة أنت نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة؟ فقال: لا لعمرك! ما أنا نهيتُ الناسَ أن يصوموا يوم الجمعة؛ غير أني ورب هذه الحرمة - قالها ثلاثاً - لقد سمعت نبي الله ﷺ يقول: «لا يخصن أحدكم يوم الجمعة بصوم؛ إلا أن يصوموا أياماً أخر».
قال: فلم أبرح معه حتى جاءه، آخر، فقال: يا أبا هريرة أنت نهيت الناس أن يصلوا في نعالهم؟ فقال: لا لعمر الله! ما نهيتُ الناسَ أن يصلوا في نعالهم؛ غير أني ورب هذه الحرمة - حتى قالها ثلاثاً - لقد رأيت النبي ﷺ ها هنا عند المقام يصلي، وعليه نعلاه، ثم انصرف وهما عليه. [أخرجه ابن حبان (٨/ ٣٧٥/ ٣٦١٠)، وأحمد (٢/ ٣٦٥)، وغيرهما]
[وهو حديث حسن، تقدم تخريجه بطرقه في فضل الرحيم الودود (٧/ ٢٩٣/ ٦٥٣)].
٤ - عن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر:
• رواه عبد الله بن هاشم [الطوسي: حافظ ثقة]، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي [ثقة حجة، من أثبت أصحاب الثوري]، عن سفيان [الثوري]، عن عبد الله بن شريك [كوفي صدوق، من الثالثة]، قال: رأيت ابن الزبير ﵄ يطوف في نعليه، ورأيت ابن عمر ﵄ يتعلقهما.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٨٥/ ٥٨٠).
• خالفه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ، من أثبت أصحاب الثوري]، فرواه عن سفيان [الثوري]، عن عبد الله بن شريك، قال: رأيت ابن عمر يطوف وعليه نعلاه، ورأيت ابن الزبير لا يفعله.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ١٦٧/ ١٤٣٢٦ و ١٤٣٢٧).
• تابع سفيان الثوري على هذا الوجه: شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ