تَابِعِيّ، ثِقَة، أن ابن الزبير رأى الناس يمسحون المقام فنهاهم، وقال: إنكم لم تُؤمروا بالمسح، وقال: إنما أُمِرْتُم بالصلاة.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٦٣/ ٩٢٤٢ - ط التأصيل الثانية)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٢٤٦/ ١٤٨٧٨)، والضياء في المختارة (٩/ ٣٤٢/ ٣٠٩).
وهذا موقوف على عبد الله بن الزبير بإسناد صحيح.
• ورواه عبد الرحمن بن مهدي [ثقة حجة]، ووكيع بن الجراح [ثقة حافظ]: عن سفيان الثوري، عن بشير، قال: رأيت ابن الزبير أتى على قوم يمسحون المقام، فقال: إنكم لم تؤمروا بمسحه، إنما أمرتم بالصلاة.
أخرجه أبو داود في مسائله لأحمد (٧٦٠)، وابن أبي شيبة (٩/ ٦٤/ ١٦٢٢٣)،
والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٥٧/ ١٠٠٤).
قلت: هكذا وقع في الإسناد: بشير، غير منسوب، وكذا ترجم له المزي في تهذيبه (٤/ ١٨٣)، وابن حجر في تهذيبه (٢/ ٣١٧)، وقال: «قال بعض الحفاظ: لا أعرفه».
قلت: الأشبه عندي أنه تصحف عن نسير، لاسيما وقد نسبه عبد الرزاق، وهي زيادة مقبولة من الحافظ، وبه يصح الإسناد إلى ابن الزبير، والله أعلم.
• وقد صح عن عطاء؛ أنه سئل: أرأيت أحداً يقبل المقام أو يمسه؟ فقال: أما أحدٌ يعتبر به فلا. [أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٦٢/ ٩٢٤١)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٥٨ / ١٠٠٥)]
• وصح عن عطاء؛ أنه كره أن يقبل الرجل المقام أو يمسحه. [أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٥٨/ ١٠٠٦)].
• وروي عن مجاهد، قال: لا تقبل المقام ولا تلمسه. [أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ١٦٢٢٤/ ٦٥)]
• وصح عن قتادة، قال: إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه، ولقد تكلفت هذه الأمة شيئاً مما تكلفته الأمم قبلها، ولقد ذكر لنا بعض من رأى عقبه وأصابعه، فما زالت هذه الأمم يمسحونه حتى اخلولق وانمحى. [أخرجه سعيد بن أبي عروبة في المناسك (٢٣)، ومن طريقه: الأزرقي في أخبار مكة (٢/٢٩)، وابن جرير الطبري في التفسير (٢/ ٥٢٧ و ٥٢٩)] [وعزاه السيوطي في الدر المنثور (١/ ٦٢٤) لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والأزرقي].
وَمن أقوال الفقهاء:
قال إسحاق بن منصور في مسائله لأحمد (١/ ٥٦١/ ١٥٣٨): «قلت: مس المقام؟ قال: لا يمسه. قال إسحاق: كما قال أيضاً، إنما أمر بالصلاة إليه».
وقال ابن مفلح في الفروع (٦/٤٢): «سأله ابن منصور عن مس المقام، قال: لا تمسه، ونقل الفضل: يكره مسه وتقبيله».
