ولفظ روح [عند البيهقي]، وبنحوه لفظ الزنجي [عند الأزرقي]: فلما طاف النبي ﷺ ذهب إلى المقام، وقال: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى﴾، فصلى ركعتين.
أخرجه أبو عوانة (١٠/٣٨ و ٧٠/ ٣٨٧٢ و ٣٩١٠)، والأزرقي في أخبار مكة (٢/ ١١٥ و ١١٦)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢/ ١١٦/ ١٣٥٤)، والبيهقي (٥/ ٩٠)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج (٢/ ٦٧٣). [الإتحاف (٣/ ٣٤٢/ ٣١٦٠)].
وهذا حديث صحيح، وقد فصل فيه عبد الوهاب المدرج، وأبانه عن المرفوع، وأوضح أن قراءة السورتين إنما هي من قول محمد الباقر مقطوعاً عليه، والله أعلم.
ل - ورواه وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، … فذكر الحديث بطوله، وفيه: فبدأ رسول الله ﷺ بالحجر، فاستلمه، ثم طاف سبعاً، رمل في ذلك ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم تلا هذه الآية: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى﴾، قال: صلى ركعتين، قال أبي: وكان يستحِبُّ أن يقرأ فيهما بالتوحيد: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، ولم يذكر ذلك في حديث جابر، ثم رجع إلى حديث جابر، قال: ثم أتى الركن فاستلمه.
وفي رواية أبي يعلى: قال جعفر: قال أبي: كان يقرأ فيهما بالتوحيد: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، قال: ولم يذكر ذلك عن جابر.
وفي رواية ابن حبان: فلما فرغ من طوافه، انطلق إلى المقام، فقال: قال الله: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى﴾، فصلى خلف مقام إبراهيم ركعتين، ثم انطلق إلى الركن، فاستلمه.
أخرجه ابن حبان (٩/ ٢٥٠/ ٣٩٤٣)، والطيالسي (٣/ ٢٤٦/ ١٧٧٣)، وأبو يعلى (٤/٢٣/٢٠٢٧) و (١٢/ ٦٧٣٩/ ١٠٥)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج (٢/ ٦٧٢).
قلت: وهذا حديث صحيح، وهو صريح في بيان موضع الإدراج، حيث فصل قراءة السورتين، وأبان أنهما من محمد بن علي بن الحسين، ذكرهما في أثناء الحديث من عند نفسه، ولم يسنده إلى جابر، فقال جعفر: ولم يذكر ذلك في حديث جابر، ثم رجع إلى حديث جابر، والله أعلم.
م - ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي [ثقة] [وقرن الشافعي به رجلا مبهماً]، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله ﷺ لما فرغ من الطواف بالبيت، قال: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى﴾، فصلى خلف المقام ركعتين. لفظ الشافعي.
ولفظه عند ابن حبان: أن رسول الله ﷺ لما قدم مكة رمل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم أتى المقام فصلى ركعتين.
وفي رواية للبيهقي بإسناد صحيح: قال: لا أدري كيف قرأ: ﴿وَاتَّخِذُوا﴾. وزاد: قال جعفر: أبي يقول: قرأ فيهما بالتوحيد: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، و ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾.