إبراهيم، عن النبي ﷺ، أنه قال: «ما أتيت الركن اليماني قط إلا وجدت عنده جبريل».
وهذا مرسل بإسناد ضعيف، حماد بن أبي سليمان: صدوق، وقد تكلم في روايته عن إبراهيم النخعي، فقد كان كثير الخطأ والوهم [انظر: التهذيب (١/ ٤٨٣)]، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت: ضعيف، له مناكير.
٤ - مرسل مجاهد:
• يرويه: يعقوب بن حميد [المدني نزيل مكة: صدوق حافظ، له مناكير وغرائب]، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي [ثقة]، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال: إن النبي ﷺ قال: «ما مررت بالركن اليماني إلا وجدت جبريل ﵊ عنده ومحاذيه، يأمرني باستلامه».
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٣٩/ ١٥٦).
قلت: إسناده واه بمرة، عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر: متروك، كذبه الثوري، ولم يسمع من أبيه [التهذيب (٢/ ٦٤٠)].
• وصح عن مجاهد أنه قال: كان يقال: لقل ما يضع أحد يده على الركن اليماني فيدعو، إلا كاد أن يستجاب له. [أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٥٠/ ٩١٦٣)، والأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٣٨) و (٣٣٩) وعنده زيادة منكرة في فضل الركن اليماني، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٣٩/ ١٥٣)].
• وروي من مرسل عطاء بن أبي رباح بإسناد ضعيف جدا: قيل: يا رسول الله، رأيناك تكثر استلام الركن اليماني؟ قال: فقال - إن كان قاله -: «ما أتيت عليه قط إلا وجبريل قائم عنده يستغفر لمن استلمه». [أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٣٨)].
• وروي معضلا عن عمر بن حمزة بإسناد ضعيف، وعمر: ليس بالقوي. [أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٣٨)].
• وروي في فضله موقوفا على الزبير بن العوام [أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٣٨)] [تفرد به: ياسين بن معاذ الزيات، وهو متروك، منكر الحديث. اللسان (٨/ ٤١١). والراوي عنه: عثمان بن ساج، وهو: ضعيف، يروي أحاديث منكرة].
• وروي مقطوعا على جعفر بن محمد الصادق، ولا يثبت عنه [أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٣٨)].
ومن أقوال الفقهاء [غير ما تقدم ذكره عقب باب تقبيل الحجر]:
قال الشافعي في الأم (٣/ ٤٣٣): «أحب الاستلام حين أبتدئ بالطواف بكل حال، وأحب أن يستلم الرجل إذا لم يؤذ ولم يؤذ بالزحام، ويدع إذا أوذي أو آذى بالزحام، ولا أحب الزحام إلا في بدء الطواف، وإن زاحم ففي الآخرة، وأحسب النبي ﷺ قال لعبد الرحمن: «أصبت»، أنه وصف له أنه استلم في غير زحام وترك في زحام؛ لأنه لا يشبه أن يقول له: أصبت في فعل وترك إلا إذا اختلف الحال في الفعل والترك، وإن ترك