إبراهيم بن عقبة، ثم من حديث ابن أبي فديك، تفرد به: إسماعيل بن أبي أويس، وهو: ليس به بأس، له غرائب لا يتابع عليها، وهذا منها، وشيخ الفاكهي: لا يُدرى من هو؟
• ورواه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي ﷺ، قال:«الحجر الأسود نزل به ملك من السماء».
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٢٧).
وهذا إسناد واه بمرة، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي: متروك، بل كذاب، كذبه أهل بلده وهم به أعرف، فقد كذبه مالك، وهو الحكم في أهل المدينة، وقال بشر بن المفضل:«سألت فقهاء أهل المدينة عنه؟ فكلهم يقولون: كذاب»، وكذبه أيضاً من أئمة الجرح والتعديل: يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو حاتم، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن الجارود، وابن حبان، وغيرهم، وقال البزار:«يضع الحديث»، ومع ذلك فقد خفي أمره على الإمام الشافعي، فوثقه وأكثر عنه في كتبه [انظر: التهذيب (١/ ٨٣). إكمال مغلطاي (١/ ٢٨٤). الميزان (١/ ٥٧). الكامل (١/ ٢١٧)].
ب - عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس:
• يرويه: محمد بن عمران بن أبي ليلى [ثقة]: حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال:«الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس [وفي رواية: دنس] الجاهلية؛ ما مسه ذو عاهة إلا برئ».
أخرجه ابن خلاد النصيبي في الأول من فوائده (٢٠٨)، والطبراني في الكبير (١١/ ١٤٦/ ١١٣١٤)، وفي الأوسط (٦/٢١/٥٦٧٣).
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن أبي رباح إلا ابن أبي ليلى، تفرد به: محمد بن عمران، عن أبيه».
قلت: هذا حديث منكر؛ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧). الميزان (٣/ ٦١٣)].
وابنه عمران روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وله غرائب عن أبيه [التهذيب (٣/ ٣٢١)(١٠/ ٢٩٢ - ط دار البر). تاريخ الإسلام (١٢/ ٣١٩)]، وهذا منها؛ فقد روي عن أبيه به موقوفاً.
• رواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن ابن أبي ليلى [ليس بالقوي]، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: الحجر من حجارة الجنة، ولولا ما مسه من أنجاس أهل الجاهلية؛ ما مسه من ذي عاهة إلا برأ.