للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حدثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: كنا نستلم الأركان كلها. لفظ زهير [عند الطحاوي].

ورواية زهير [عند البغوي]: عن جابر: أنه - أو: أنهم - كان - أو: كانوا - يستلم الأركان كلها حين يفتتح وحين يختم.

أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٣٦١٨)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٨٣/ ٣٨٤٥ و ٣٨٤٦)، وفي أحكام القرآن (٢/ ١١١/ ١٣٣٩).

وهذا موقوف صحيح، ليس له حكم الرفع، وإنما يحمل على اجتهاد بعض الصحابة، لا سيما بعدما أعاد ابن الزبير بناء الكعبة على قواعد إبراهيم.

• ولعل مثل هذا يحمل عليه قول عبيد بن جريج؛ أنه قال لعبد الله بن عمر: رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها، فعد منها: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين [حديث متفق عليه، تقدم تخريجه بطرقه مفصلاً في فضل الرحيم الودود (٥١٦/ ١٧٧٢)]، وقد دل على أنه رأى عدداً من الصحابة يستلم الأربعة.

• ورواه علي بن الحسين بن واقد [قال أبو حاتم: «ضعيف الحديث»، وقال النسائي: «ليس به بأس». التهذيب (٣/ ١٥٥). السير (١٠/ ٢١١)، وقال: «حسن الحديث»]، ويحيى بن واضح [أبو تميلة: مروزي، ثقة]، قالا:

حدثنا الحسين بن واقد، عن أبي الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا نؤمر إذا طفنا أن نستلم الأركان كلها.

قال أبو الزبير: ورأيت عبد الله بن الزبير يفعله.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٥٤/ ١٩٥)، وابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٢٠٠).

قلت: وهذا حديث منكر؛ إنما يُعرف من حديث أبي الزبير عن جابر موقوفاً، تفرد بالرفع: الحسين بن واقد، وهو: مروزي، ليس به بأس، يخطئ أحياناً في الروايات، ويخالف أحياناً الثقات، له أوهام ومناكير عن عبد الله بن بريدة وأبي إسحاق السبيعي وعمرو بن دينار وغيرهم، فإذا توبع في الجملة قبل حديثه، وقد أنكر عليه أحمد ما رواه عن عبد الله بن بريدة [راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٩/ ٥٦٣/ ٨٩٦) و (١٢/٢٨/١١٠٩) و (١٥/٨/١٣٠٤)].

قال ابن عبد البر: «قول أبي الزبير: أنه رأى عبد الله بن الزبير يفعله، وهو مكي يرى الجماعات من الصحابة وكبار التابعين يحجون، فلو رآهم يفعلون ذلك لم يخص بذلك ابن الزبير. وهذا يعضده حديث عبيد بن جريج؛ أنه قال لعبد الله بن عمر: رأيتك تفعل أربعاً لم أر أحداً يفعلهن غيرك؟ فذكر منهن أنه كان لا يستلم إلا الركنين فقط.

قال أبو عمر: هو مباح لمن فعله لا حرج عليه، والسنة استلام الركنين الأسود واليماني، وعليه جماعة الفقهاء بالأمصار أهل الفتوى، والحمد لله».

<<  <  ج: ص:  >  >>