• ومما يرد رواية الرفع أيضاً:
• ما رواه ابن نمير، عن حجاج، عن عطاء، قال: أدركت مشيختنا: ابن عباس، وجابراً، وأبا هريرة، وعبيد بن عمير؛ لا يستلمون إلا الحجر الأسود والركن اليماني، ولا يستلمون غيرهما من الأركان.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٧٩/ ١٥٦٦٤ - ط الشثري)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٢٠/ ١٠٣).
وهذا موقوف على ابن عباس، وجابر، وأبي هريرة، ومقطوع على عبيد بن عمير بإسناد لا بأس به في المتابعات.
ولا معارضة بين القول الأول والأخير، فإن الأول يمكن حمله على ما كان في عهد ابن الزبير لما أعاد بناء الكعبة على قواعد إبراهيم فصار الناس يستلمون الأركان كلها، وأما الاقتصار على استلام الركنين فيحمل على ما عدا ذلك متابعة للسنة.
٤ - عبد الله بن الزبير:
• رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى [ثقة]، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير [مدني، ثقة، من الطبقة الخامسة، سمع منه ابن إسحاق]، عن أبيه [ثقة، كان قاضي مكة زمن أبيه، وخليفته إذا حج]، أنه رأى ابن الزبير فعله [أي: أنه رأى أباه استلم الأركان كلها]، وقال: إنه ليس شيء منه مهجور.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٨١/ ١٥٦٧٠ - ط الشثري) (٨/ ٥٩٦/ ١٥٢٢٥ - ط عوامة).
وهذا موقوف على عبد الله بن الزبير بإسناد صحيح.
• ورواه يعقوب بن حميد [يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، نزيل مكة: صدوق حافظ، له غرائب، ويحتمل في الموقوفات والمقاطيع]، قال: حدثنا بشر بن السري [ثقة متقن]، عن نافع بن عمر الجمحي المكي: ثقة ثبت، عن ابن أبي مليكة، قال: إن ابن الزبير ﵄ كان يستلم الأركان كلها.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٥٣/ ١٩٣).
وهذا موقوف على عبد الله بن الزبير بإسناد صحيح.
• وروى سعيد بن سالم [ليس به بأس]، عن ابن جريج، قال: سمعت غير واحد من أهل العلم ممن حضر ابن الزبير حين هدم الكعبة وبناها، قالوا: لما أبطأ عبد الله بن الزبير عن بيعة يزيد بن معاوية، وتخلف وخشي منهم، لحق بمكة ليمتنع بالحرم، وجمع مواليه … ، إلى أن جاء على خبر احتراق الكعبة والشروع في بنائها، قال: دعا ابن الزبير وجوه الناس وأشرافهم وشاورهم في هدم الكعبة، فأشار عليه ناس غير كثير بهدمها، وأبى أكثر الناس هدمها، وكان أشدهم عليه إباء عبد الله بن عباس، وقال له: دعها على ما أقرها عليه رسول الله ﷺ، فإني أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها، فلا تزال تهدم وتبنى، فيتهاون
