• وقد روي عن عبد الرحمن بن عوف نحوه موقوفاً:
• رواه سعيد بن منصور [ثقة ثبت، حافظ مصنف]، قال: حدثنا أبو عوانة [ثقة ثبت]، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه قال: إن عبد الرحمن بن عوف ﵁ كان إذا أتى الركن فوجدهم يزدحمون عليه؛ استقبل، ودعا، ثم طاف، وإذا رأى خلوة استلمه.
أخرجه سعيد بن منصور [عزاه إليه: محب الدين الطبري في القرى لقاصد أم القرى (٢/ ٧٢٩/ ٩١٤)]، ومن طريقه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٠٩/ ٦٩)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٥٧ و ٢٦٢) (١٤/ ٢٥٤ و ٢٦٠ - ط الفرقان).
• ورواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن جده ابن عوف؛ أنه كان إذا أتى على الحجر الأسود، فإذا رأى خلوة استلمه، وإن رأى زحاماً؛ كبر، وهلل، ومضى.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٩٨ - مسند ابن عباس).
قلت: أبو سلمة بن عبد الرحمن: لم يسمع من أبيه كما سبق بيانه في مرسل عروة، وابنه عمر بن أبي سلمة: ليس بالقوي، لكنه توبع على أصله موقوفاً.
• فقد رواه عبد الله بن وهب [ثقة حافظ]، قال: أخبرني عمرو بن الحارث [ثقة ثبت، إمام فقيه]؛ أن سعد بن إبراهيم [سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة فاضل حدثه، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن عوف كان يطوف ولا يستلم حتى ينصرف.
قال سعد بن إبراهيم: وكان أبي يطوف ولا يستلمه.
أخرجه سعيد بن منصور [عزاه إليه: محب الدين الطبري في القرى (٢/ ٧٤١/ ٩٣٩)]، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٤٦/ ١٧٣).
وهذا موقوف على عبد الرحمن بن عوف بإسناد صحيح، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: تابعي، ولد على عهد النبي ﷺ، وقيل: له رؤية، وقال يعقوب بن شيبة: «كان ثقة، يعد في الطبقة الأولى من التابعين، ولا نعلم أحداً من ولد عبد الرحمن روى عن عمر سماعاً غيره»، ورواية إبراهيم عن أبيه في الصحيحين، والله أعلم [انظر: التحفة (٩٧٠٩ - ٩٧١٣)] [سنن البيهقي (٨/ ٢٧٧). التهذيب (١/ ٧٤). تحفة التحصيل (١٦)].
١٣ - مرسل الحكم بن أبان:
• يرويه: إبراهيم بن حفص اليماني لا يُدرى من هو]، قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم [العدني، لا بأس به]، عن الحكم بن أبان، قال: بينما رسول الله ﷺ يطوف بالبيت، فلما بلغ الركن حبس يده ثم مسح، فسألوه، فقال: رأيت جبريل ﵊ عند الركن اليماني فمسحه، ثم مضى فكرهت أن أسبقه إلى مسح الركن الأسود.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٣٧/ ١٤٨).
قلت: وهذا حديث باطل؛ الحكم بن أبان العدني من الطبقة السادسة، صدوق، فيه لين، وله أوهام وغرائب، ويتفرد عن عكرمة بما لا يتابع عليه، وعامة روايته عن التابعين.