أبو سلمة [موسى بن إسماعيل التبوذكي: ثقة ثبت]، عن حماد بن سلمة [ثقة]، عن حميد، عن بكر بن عبد الله، قال: إن ابن عمر ﵄ كان لا يدع استلام الحجر والركن اليماني … ثم ذكر نحوه [يعني: أنه كان يزاحم على الحجر حتى يدمي].
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٢٨/ ١٢٦).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح.
• حديث ثان لابن عمر:
• يرويه: مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عُبيد بن جريج؛ أنه قال لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها، قال: ما هنَّ يا ابن جريج؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال، ولم تهل أنتَ حتى كان يوم التروية، فقال عبد الله بن عمر:
أما الأركان: فإني لم أر رسول الله ﷺ يمس إلا اليمانيين.
وأما النعالُ السِّبتية: فإني رأيت رسول الله ﷺ يلبس النعال التي ليس فيها شعر، ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها.
وأما الصفرة: فإني رأيت رسول الله ﷺ يصبعُ بها، فأنا أحب أن أصبع بها.
وأما الإهلال: فإني لم أر رسول الله ﷺ يُهِلَّ حتى تنبعث به راحلته.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٤٨/ ٩٣٥ - رواية يحيى الليثي). ومن طريقه: البخاري (١٦٦ و ٥٨٥١)، ومسلم (٢٥/ ١١٨٧)، وأبو داود (١٧٧٢)، والترمذي في الشمائل (٧٤)، والنسائي في المجتبى (١/ ١١٧/ ٨٠) و (٥/ ١٦٣/ ٢٧٦٠) و (٥/ ٢٣٢/ ٢٩٥٠)، وفي الكبرى (١/ ١١٩/ ١١٧) و (٤/ ٥٧/ ٣٧٢٦) و (٤/ ١٢٨/ ٣٩١٧). [تقدم تخريجه بطرقه مفصلاً في فضل الرحيم الودود (٢٤/ ٥١٦/ ١٧٧٢)].
• حديث ثالث عن ابن عمر:
• يرويه: عبيد الله بن موسى، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو همام محمد بن الزبرقان:
عن موسى بن عبيدة الربذي، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ دخل مكة حين دخلها وهو معتجر بشقة برد أسود فطاف على راحلته القصواء، في يده محجن يستلم به الأركان قال: قال ابن عمر: فما وجدنا لها مناخاً في المسجد، حتى نزل على أيدي الرجال، ثم خرج بها حتى أنيخت في الوادي، ثم خطب الناس على رجليه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ثم قال: «أيها الناس إن الله قد وضع عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها، الناس رجلان فبر تقي كريم على الله، وكافر شقي هين على الله، أيها الناس إن الله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، أقول هذا، وأستغفر الله لي