للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لكن يمكن الاستفادة من رواية أبي بكر بن عياش في كون لفظه أشبه بالصواب من رواية الجماعة عن ابن أبي رواد، ويكون الوهم من ابن أبي رواد نفسه، حين جعل فعل ابن عمر في التزامه استلام الركنين في كل شوط من أشواط الطواف، جعله من فعل النبي ، يعني: أنه أدرج الموقوف في المرفوع، وهذا هو موضع غلطه في متن هذا الحديث، لكنه لما حدث به أبا بكر بن عياش حدثه بالمحفوظ من فعل النبي ، فأصاب في ذلك، ورواه كما رواه سالم ونافع عن ابن عمر، وقد رواه أثبت أصحاب نافع، عبيد الله بن عمر العمري، وأيوب السختياني، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر، قال: ما تركت استلام هذين الركنين في شدة ولا رخاء، منذ رأيت رسول الله يستلمهما. كذا لفظ عبيد الله، وقال أيوب في روايته: ما تركت استلام الحجر في رخاء ولا شدة، منذ رأيت رسول الله يستلمه.

فدل ذلك على أن حرص ابن عمر على استلام الركنين في كل طوفة، إنما كان لرؤيته النبي استلمهما، فجاء ابن أبي رواد فأدرج الموقوف، وجعله من فعل النبي .

وعبد العزيز بن أبي رواد المكي: صدوق، له ما لا يتابع عليه، وتكلم ابن حبان في حديثه عن نافع عن ابن عمر، كما انتقد عليه مسلم حديثه عن نافع عن ابن عمر في الزكاة، حيث زاد على أصحاب نافع ما ليس من الحديث [راجع: فضل الرحيم الودود (٢٠/ ٣٢٤/ ١٦١٤) وقال ابن عدي: وفي بعض رواياته ما لا يتابع عليه [التهذيب (٢/ ٥٨٥).

مسائل ابن هانئ (٢١٨١) و (٢٣٢٧). المجروحين (٢/ ١١٩ - ط الصميعي). الكامل لابن عدي (٨/ ٣٣٦ - ط الرشد) قلت: وهو هنا قد انفرد عن أثبت أصحاب نافع بهذه الزيادة المدرجة من فعل ابن عمر؛ فالوهم فيها بين، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

• ويؤكد ما ذهبت إليه: أن ابن أبي رواد نفسه قد رواه مرة أخرى مقتصرا على الموقوف على ابن عمر، دون المرفوع:

• فقد رواه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرزاق بن همام، وعبد المجيد بن أبي رواد:

عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، قال: ما رأيت ابن عمر يقوم في شيء من طوافه إلا عند الحجر، فإنه كان يقوم حتى يستلمه. لفظ يحيى.

ولفظ عبد الرزاق: ما رأيت ابن عمر قائما في الطواف قط إلا عند استلام الركن.

ولفظ عبد المجيد [عند الأزرقي]: قال أبي: ثم سألت نافعا مولى ابن عمر، فقلت: هل كان ابن عمر يقوم في الطواف؟ فقال: لا؛ [ما] رأيته قائما فيه حتى يفرغ منه إلا عند الحجر والركن اليماني، فإنه لا يدعهما أن يستلمهما في كل طواف طاف بهما. وفي أوله قصة.

أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٧٣/ ٩٢٩٩ - ط التأصيل الثانية)، والأزرقي في أخبار مكة (٢/١٣)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٣١/ ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>