ليبين أن ابن عيينة قد ضبط اسم شيخه، وبين حال إعجامه حتى لا يلتبس بغيره، ومما يؤكد معرفة ابن عيينة بشيخه هذا ما نقله ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه؛ أنه كان جاراً لهم، والله أعلم.
ج - عطاء بن أبي رباح:
يرويه: عبد الله بن يحيى السهمي، قال: رأيت عطاء بن أبي رباح، وعكرمة بن خالد، وابن أبي مليكة يطوفون بعد العصر ويصلون، ورأيتهم يستلمون الركن الأسود واليماني، ويقبلون أيديهم ويمسحون بها وجوههم، وربما استلموا ولا يمسحون بها أفواههم ولا وجوههم.
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٤٦).
قلت: عبد الله بن يحيى السهمي: من شيوخ أبي الوليد أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، ولم أقف له على ترجمة.
• ورواه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق [ثقة مأمون]، عن عبيد الله بن أبي زياد، قال: رأيت مجاهداً، وسعيد بن جبير، وعطاء، إذا استلموا الركن اليماني قبلوا أيديهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٣٦٤/ ١٥١٧٩ - ط الشثري)، والأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٤٤)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٤٢/ ١٦٢).
قلت: وهذا مقطوع على مجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء بإسناد لا بأس به، عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي: ليس بالقوي، ويحتمل في مثل هذا، فقد قال فيه أحمد:«صالح»، وقال مرة:«ليس به بأس»، واختلف فيه قول ابن معين والنسائي، فقوياه مرة، وليناه أخرى، ووثقه ابن معين - في رواية -، والعجلي، والحاكم، والجمهور على تليينه، مثل أبي حاتم، حيث قال: ليس بالقوي، ولا بالمتين، وهو صالح الحديث، يكتب حديثه، ومحمد بن عمرو بن علقمة أحب إليَّ منه، يحوّل اسمه من كتاب الضعفاء الذي صنفه البخاري [التهذيب (٨/ ٥٨١ - ط دار البر). ضعفاء العقيلي (٣/ ١١٨). الجرح والتعديل (٥/ ٣١٦)]، قلت: وهو هنا ينقل شيئاً رآه بعينه عن بعض التابعين، وباشره بنفسه، فمثل هذا يضبطه، ويبعد عنه فيه الوهم، ويمكن حمله على الحجر الأسود؛ إذ يصح وصفه باليماني أيضاً، وكان ابن عمر يقول: لم أرَ رسول الله ﷺ يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين، وقال ابن عباس: لم أرَ رسول الله ﷺ يستلم غير الركنين اليمانيين.
• ورواه عبد الرحمن بن مهدي [ثقة حجة، إمام ناقد]، وسليمان بن حرب [ثقة ثبت حافظ، لزم حماد بن زيد تسع عشرة سنة]:
عن حماد بن زيد [ثقة ثبت]، عن كثير بن شنظير [صدوق]، عن عطاء، قال: إذا استلمت الحجر فقبل يديك ولا تصوت بالقبلة.
أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ١٢٧/ ١٦٥٣٨ - ط الشثري)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٥٩/ ٢١٣ و ٢١٤).