أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٣٨/ ١٥١)، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٩٠)
• ورواه أيضاً: أبو عاصم، فقال: أخبرنا عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن النبي ﷺ.
علقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٩٠).
قلت: ظاهر تصرف البخاري في التاريخ ترجيح المرسل.
قلت: وهذا مرسل، وهو أشبه بالصواب، ثم هو حديث منكر مرسلاً وموصولاً بذكر تقبيل الركن اليماني؛ وعبد الله بن مسلم بن هرمز المكي: ضعيف، اضطرب في إسناده، فمرة يرويه موصولاً، ومرة يرويه مرسلاً، ومرة يجعله عن مجاهد، ومرة يجعله عن سعيد بن جبير، والراجح في روايته الإرسال وابن هرمز هذا الجمهور على تضعيفه، وترك ابن مهدي والقطان رواية حديثه، وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات»، وقال ابن عدي: «مقدار ما يرويه لا يتابع عليه» [المجروحين (٢/٢٦).
الكامل (٥/ ٢٦٠). التهذيب (٧/ ٢٩٥)].
• قال ابن المنذر في الأوسط (٦/ ٣٩٥): «حديث ابن عباس: رواه عبد الله بن مسلم بن هرمز، قال يحيى بن معين: وهو مكي ضعيف، وله أحاديث ينفرد بها، من ذلك: حديثه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ كان يقبل الركن اليماني ويضع خده عليه».
وقال البيهقي: «تفرد به عبد الله بن مسلم بن هرمز، وهو ضعيف، والأخبار عن ابن عباس في تقبيل الحجر الأسود والسجود عليه، إلا أن يكون أراد بالركن اليماني الحجر الأسود، فإنه أيضاً يسمى بذلك، فيكون موافقاً لغيره».
قلت: قد أخرجه ابن أبي شيبة في الركن اليماني، وليس في الحجر الأسود، وهو حديث منكر، لا يُعَوَّل عليه، ولا يحتاج إلى تأويله؛ لضعف راويه واضطرابه فيه، وأنه قد انفرد به عن مجاهد أو عن سعيد بن جبير بما لم يتابع عليه.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٤/ ٢٦٠ - ط الفرقان): «هذا لا يصح، وإنما المعروف: قبل يده، وإنما يعرف تقبيل الحجر الأسود ووضع الوجه عليه، وقد جاء هذا الحديث كما ترى، وليس يُعرف بالمدينة العمل به، فالله أعلم».
وقال في الاستذكار (٤/ ١٩٨): «ولا خلاف بين العلماء أن الركنين جميعاً يستلمان: الأسود، واليماني، وإنما الفرق بينهما أن الأسود يقبل، واليماني لا يقبل»، ثم ذكر حديث ابن عباس هذا، ثم قال: «وهذا غير معروف، ولم يتابع عليه، وإنما المعروف: قبل يده، وإنما يعرف تقبيل الحجر الأسود ووضع الوجه عليه، وما أعرف أحداً من أهل الفتوى يقول بتقبيل غير الأسود».
وقال ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٢٧٤ - ط عطاءات العلم): «وثبت عنه أنه استلم