محمد بن سعيد بن أبي مريم هذا: إما أن يكون مغفلاً لا يدري ما يخرج من رأسه، أو يتعمد، فإني رأيت له غير حديث مما لم أذكره أيضاً هاهنا غير محفوظات» [الكامل (٥/ ٤١٩). اللسان (٤/ ٥٦٢)].
• ورواه عفان بن مسلم، ويزيد بن هارون، وأسد بن موسى، ويحيى بن حسان، وموسى بن داود الضبي، ومحمد بن كثير العبدي [وهم ثقات]، قالوا:
حدثنا حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان، وفينا أبو هريرة، فكان كل رجل منا يصنع طعاماً يوماً لأصحابه، فكانت نوبتي، فقلت: يا أبا هريرة اليوم نوبتي، فجاءوا إلى المنزل ولم يدرك طعامنا، فقلت: يا أبا هريرة لو حدثتنا عن رسول الله ﷺ حتى يدرك طعامنا، فقال: كنا مع رسول الله ﷺ يوم الفتح، فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير على المجنبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة على البياذقة، وبطن الوادي، فقال:«يا أبا هريرة! ادع لي الأنصار»، فدعوتهم، فجاءوا يُهرولون، فقال:«يا معشر الأنصار! هل ترون أوباش قريش؟»، قالوا: نعم، قال:«انظروا، إذا لقيتموهم غداً أن تحصدوهم حصداً»، وأخفى بيده ووضع يمينه على شماله، وقال:«موعدكم الصفا»، قال: فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه، قال: وصعد رسول الله ﷺ الصفا، وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا، فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسول الله، أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم، قال أبو سفيان: قال رسول الله ﷺ: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن»، ومن أغلق بابه فهو آمن، فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته، ونزل الوحي على رسول الله ﷺ، [وفي رواية الجماعة: فلما سُرِّي عنه] قال: «قلتم: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته، ألا فما اسمي إذاً؟ - ثلاث مرات - أنا محمد عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم»، قالوا: والله ما قلنا إلا ضناً بالله ورسوله، قال:«فإن الله ورسوله يُصدقانكم ويَعْذِرانكم». لفظ يحيى بن حسان [عند مسلم]، وبنحوه رواه عفان [عند إسحاق، وابن المنذر]، وفي آخره: قال عفان: وقال سليمان بن المغيرة في هذا الحديث: واستعمل أبا عبيدة بن الجراح على الحُسَّر، يريد البياذقة. وبمعناه رواه: موسى بن داود ومحمد بن كثير [مقرونين عند أبي عوانة، ومحمد بن كثير عند الطبراني]، ورواه مختصراً: يزيد بن هارون [عند أحمد، وابن سعد]: أن النبي ﷺ قال يوم فتح مكة: «من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».
أخرجه مسلم (٨٦/ ١٧٨٠)، وأبو عوانة (١٤/ ٤١١٠/ ٣٩٥ و ٧٢١٠ و ٧٢٢٣)، وأحمد (٢/ ٢٩٢)، وابن سعد في الطبقات (٦/٩ - ط الخانجي)، وإسحاق بن راهويه (١/ ٣٤٩/ ٢٧٦)، وابن المنذر في الأوسط (٦/ ٣٨٣/ ٦٣١٧)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ٥١/ ٥٦٧٤)، والطبراني في الكبير (٨/١٥/٧٢٦٦)، وأبو أحمد العسكري في تصحيفات