يبكون، ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا ضناً بالله ورسوله، قال:«فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم». ورواه بنحوه عمرو بن عاصم [عند أبي عوانة (٧٢٢٢)].
ورواه بنحوه هدبة بن خالد [عند ابن حبان]: … ، وفيه: فقال رسول الله ﷺ: «أما ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم؟»، وضرب بيده اليمنى مما يلي الخنصر وسط اليسرى، وقال:«احصدوهم حصداً، حتى توافوني بالصفا»، … ، وقال في موضع الشاهد: فلما قضى طوافه أتى الصفا، فعلا حيث ينظر إلى البيت، فجعل ﷺ يرفع يده، وجعل يحمد الله ويذكر ما شاء أن يذكره، والأنصار تحته، … ، وفيه: قال رسول الله ﷺ: «يا معشر الأنصار! قلتم: أما الرجل فقد أدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته»، … ، والباقي بمثل حديث موسى عند البزار.
وروى زيد بن الحباب أوله بنحوه [مقروناً عند النسائي بحديث سلام بن مسكين المتقدم]، … ، وفيه: قال: «يا معشر الأنصار! إن قريشاً قد جمعوا لنا، فإذا لقيتموهم فاحصدوهم حصداً، حتى توافوني بالصفا، الصفا ميعادكم»، … ، وفيه: قال رسول الله ﷺ: «من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن»، ولجأت صناديد قريش وعظماؤها إلى الكعبة - يعني: دخلوا فيها ـ، قال: فجاء رسول الله ﷺ حتى طاف بالبيت، فجعل يمر بتلك الأصنام فيطعنها بسية القوس، ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾، حتى إذا فرغ وصلى جاء فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال:«يا معشر قريش، ما تقولون؟»، قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم رحيم كريم، ثم عاد عليهم القول، قالوا مثل ذلك، قال: ﴿فَإِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي يُوسُفُ: لَا تَغْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾، فخرجوا فبايعوه على الإسلام، ثم أتى الصفا لميعاد الأنصار، فقام على الصفا على مكان يرى البيت منه، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر نصره إياه، فقالت الأنصار، وهم أسفل منه: أما الرجل فقد أدركته رأفة لقرابته، ورغبته في عشيرته، فجاءه الوحي بذلك، قال أبو هريرة: وكان رسول الله ﷺ إذا جاءه الوحي لم يستطع أحد منا يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي عنه، فلما قضي الوحي قال:«هيه يا معشر الأنصار، قلتم: أما الرجل فأدركته رأفة بقرابته ورغبة في عشيرته، والله إني لرسول الله، لقد هاجرت إلى الله، ثم إليكم، المحيا محياكم، والممات مماتكم»، قال أبو هريرة: فرأيت الشيوخ يبكون، حتى بل الدموع لحاهم، ثم قالوا: معذرة إلى الله ورسوله، والله ما قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله، قال:«فإن الله قد صدقكم ورسوله، وقبل قولكم». قلت: هكذا لفق زيد بن الحباب بين رواية سليمان بن المغيرة، ورواية سلام بن مسكين في سياق واحد، ولم يميز بينهما، أو يكون ذلك من فعل من دونه.
أخرجه مسلم (٨٥ و ٨٤/ ١٧٨٠)، وأبو عوانة (١٤/ ٤٠٨/ ٧٢٢٢)، وأبو داود (١٨٧٢)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ١٥٤/ ١١٢٣٤)، وابن خزيمة (٤/ ٢٣٠/ ٢٧٥٨)، وابن حبان (١١/ ٧٣/ ٤٧٦٠)، والحاكم (٢/ ٢٢٢)(٤/ ٦٦/ ٢٩١٤ - ط المنهاج القويم)