للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال البغوي: «هذا حديث متفق على صحته».

وقال ابن خزيمة: «فقول ابن عمر: دخل النبي مكة من الثنية العليا دال على أن الثنية ليست من مكة والثنية من الحرم، ووراءها أيضا من الحرم، وكداء من الحرم وما وراءها أيضا من الحرم إلى العلامات التي أعلمت بين الحرم وبين الحل، فكيف يجوز أن يقال: دخل النبي مكة من مكة؟ فلو كانت الثنية من مكة وكداء من مكة لما جاز أن يقال: دخل النبي مكة من الثنية ومن كداء. وقد يجوز أن يحتج بأن جميع الحرم من مكة، لقوله : «أَنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ»، فجميع الحرم قد يجوز أن يكون قد يقع عليه اسم مكة إلا أن المتعارف عند الناس أن مكة موضع البناء المتصل بعضه ببعض، يقول القائل: خرج فلان من مكة إلى منى، ورجع من منى إلى مكة، وإذا تدبرت أخبار النبي في المناسك وجدت ما يشبه هذه اللفظة كثيرا في الأخبار، فأما عرفة وما وراء الحرم فلا شك ولا مرية أنه ليس من مكة».

وقال ابن حجر في الفتح: (٣/ ٤٣٧): «قوله: من كداء: بفتح الكاف والمد، قال أبو عبيد: لا يصرف. وهذه الثنية هي التي ينزل منها إلى المعلى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها: الحجون بفتح المهملة وضم الجيم، وكانت صعبة المرتقى، فسهلها معاوية، ثم عبد الملك، ثم المهدي، على ما ذكره الأزرقي. ثم سهل في عصرنا هذا منها سنة إحدى عشرة وثمانمائة موضع، ثم سهلت كلها في زمن سلطان مصر الملك المؤيد في حدود العشرين وثمانمائة، وكل عقبة في جبل أو طريق عال فيه تسمى ثنية.

قوله: الثنية السفلى: ذكر في ثاني حديثي الباب: وخرج من كدا، وهو بضم الكاف مقصور، وهي عند باب شبيكة، بقرب شعب الشاميين من ناحية قعيقعان، وكان بناء هذا الباب عليها في القرن السابع».

وذكر القاضي عياض في إكمال المعلم (٤/ ٣٣٥) في تفسير أن رسول الله كان يخرج من طريق الشجرة، قال: «يعني: من المدينة».

• ورواه إبراهيم بن أبي يوسف، قال: حدثنا يحيى بن سليم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر ، قال: إن رسول الله كان يدخل مكة من الثنية العليا، ويخرج من الثنية السفلى.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٤/ ١٣١/ ٢٤٦٢)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٥٧٨/ ٣٣٥٣ - أطرافه).

• ورواه يوسف بن موسى القطان [ثقة]، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري [ثقة]، قالا:

حدثنا يحيى بن سليم الطائفي: حدثنا إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله كان يدخل مكة من الثنية العليا، ويخرج من الثنية السفلى.

أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢٠٤/ ٢٦٩٣)، وابن سعد في الطبقات (٢/ ١٤٠)،

<<  <  ج: ص:  >  >>