الموضع الأول: بسنده ومتنه سقط، وفي المسند (٣٦٥)، وعبد الرزاق (٥/ ١٢٥/ ٨٤٧١ - ط التأصيل الثانية)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢/ ٢٧٥/ ١٧٢١)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ١٨٤)، وفي المعرفة (٧/ ٣٩٧ و ٤١٣/ ١٠٤٧٦ و ١٠٥٣٢).
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح، وأبو عبيدة: لم يسمع من أبيه؛ إلا أن أحاديثه عنه صحيحة، تلقاها عن أهل بيته وكبار أصحاب أبيه الثقات العارفين بحديث أبيه، وقد جرى الأئمة على الاحتجاج بحديث أبي عبيدة عن أبيه، مع تصريحهم بأنه لم يسمع منه، وذلك لكونه أخذ هذه الأحاديث عن كبار أصحاب ابن مسعود، وأهل بيته، وليس فيهم مجروح، وأنه لم يرو فيها منكرا.
قال ابن المديني في حديث يرويه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: «هو منقطع، وهو حديث ثبت». [شرح العلل لابن رجب (١/ ٥٤٤)].
وقال يعقوب بن شيبة: «إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند - يعني: في الحديث المتصل -، لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه، وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر». [شرح العلل لابن رجب (١/ ٥٤٤)].
وقال النسائي في حديث يرويه أبو عبيدة عن أبيه: «أبو عبيدة: لم يسمع من أبيه، والحديث جيد». [السنن الكبرى (١/ ٤٦٤/ ٩٦٩)].
وقال الترمذي في الجامع (١٧٩): «حديث عبد الله ليس بإسناده بأس، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله». [تقدم الكلام على سماع أبي عبيدة من أبيه مرارا، راجع مثلا: الأحاديث السابقة برقم (٧٥٤ و ٨٧٧ و ١٢٦٧ و ١٣٧٨)، فضل الرحيم الودود (١٤/٢٣/١٢٦٧) و (٢٨/ الحديث رقم: ١٨٤٨)، وقد نقلت هناك أقوال الأئمة في جعله من قبيل المسند المتصل].
وقد قضى فيها ابن مسعود بجزاء الصيد مع كونه قتل خطأ.
قال القاضي أبو يعلى في التعليقة الكبيرة (٢/ ٢٩٩): «قال أحمد في رواية الأثرم: وهذا لا يكون عمدا».
• قلت: والآثار عن الصحابة في هذا المعنى كثيرة، وهذا بعضها، ويأتي تفصيل الكلام على طرقها في فدية كل صيد على حدة، إن شاء الله تعالى.
لله وممن قال من التابعين: يحكم عليه في العمد والخطأ والنسيان، وكلما أصاب:
• عطاء بن أبي رباح [قال مرة: يحكم عليه في العمد والخطأ والنسيان، وكلما أصاب. وقال مرة: يحكم عليه كلما عاد. وقال مرة: يعظم بذلك حرمات الله، ومضت به السنن] [أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٤٦٦/ ١٢٠٣)، وفي المسند (١٣٢)، وعبد الرزاق (٥/ ١١٦/ ٨٤٢٨ و ٨٤٢٩) و (٥/ ١١٩/ ٨٤٤١)، وسعيد بن منصور (٣/ ٢٠٩/ ٣٧٩٦ و ٣٧٩٧)، وابن أبي شيبة (٩/١٤/١٥٩٨١) و (٩/١٦/١٥٩٩٠)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ٨٤/ ٢٤٨ - ط ابن الجوزي) و (٨/ ١١٦ - ٣٣٠ و ٣٣٢ و ٣٣٥ و ٣٣٨ -