للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في الخطأ، قال الشافعي: «فيحتمل أن يكونا أوطاً الظبي مخطئين بإيطائه».

وسوف يأتي تخريجه بطرقه مفصلاً في باب الظبي، ومدار هذه القصة على قبيصة بن جابر الأسدي، وهو تابعي مخضرم، وهو صاحب قصة الظبي، وهو حديث صحيح.

قال ابن بشكوال، وأبو زرعة العراقي في مبهمات المتن والإسناد (١/ ٦٣١): «الرجل هو: قبيصة بن جابر الأسدي».

قال ابن أبي حاتم في آداب الشافعي (١٧١): قال المزني: سمعت الشافعي يقول: صحف مالك في عمر بن عثمان، وإنما هو عمرو بن عثمان. وفي جابر بن عتيك، وإنما هو جبر بن عتيك. وفي عبد الملك بن قرير، وإنما هو عبد العزيز بن قرير. فذكرت ذلك لأبي، فقال: صدق الشافعي، وهو كما قال»، يعني أن أبا حاتم وافق الشافعي في كون راوي هذا الحديث هو عبد العزيز بن قرير، وهم فيه مالك. [وانظر: بيان خطأ من أخطأ على الشافعي (٢٠٢). مناقب الشافعي (١/ ٤٩١)].

وقال عباس الدوري في تاريخ ابن معين (٣/ ٢١٥/ ٩٩٣): «سمعت يحيى يقول: وقد روى مالك بن أنس عن شيخ، يقال له: عبد الملك بن قريب، وهو الأصمعي، ولكن في كتاب مالك: عبد الملك بن قرير، وهو خطأ؛ إنما هو الأصمعي». [نقله البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٤٢٨)، والربعي في المنتقى من أخبار الأصمعي (٦٣)، وابن عساكر في تارخ دمشق (٣٧/ ٥٨ و ٦٣)].

وممن تبع ابن معين على هذا القول: ابن حبان في الثقات (٨/ ٣٨٩)، حيث قال في ترجمة الأصمعي: «وقد روى عنه مالك، ويقول: حدثني عبد العزيز بن قرير، لم يحفظ اسمه، ولا اسم أبيه [قلت: بل وهم ابن معين على مالك، وتبعه على الوهم: ابن حبان، كما أن الذي وقع في الموطأ: عبد الملك، وليس: عبد العزيز].

وقال أبو حاتم: «قال يحيى بن معين في عبد العزيز بن قرير هذا: ليس هو عبد العزيز بن قرير، وإنما هو: عبد الملك بن قريب الأصمعي، كان قدم المدينة، فجالس مالكاً، فحدث عنه مالك»، ثم قال أبو حاتم: غلط يحيى بن معين، وما يقول الشافعي أشبه، فإن عبد العزيز بن قرير: شيخ بصري، ليس بالقوي، قدم عليهم المدينة، فحدث عن ثابت» [آداب الشافعي لابن أبي حاتم (١٧٣). طبقات النحويين (١٦٧). بيان خطأ من أخطأ على الشافعي (٢٠٢). مناقب الشافعي (١/ ٤٩١)].

وقال أبو داود في سؤالاته لأحمد (٩): «سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى مالك عن عبد العزيز بن قرير البصري، يخطيء في اسمه، يقول: عبد الملك بن قرير».

وقال أبو حاتم: «روى مالك هذا الحديث عن عبد الملك بن قرير البصري عن محمد بن سيرين؛ أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب فقال: إني أصبت ظبياً وأنا محرم»، قال أبو حاتم: «كانوا يظنون قديماً أن رواية مالك عن عبد الملك بن قرير وهم، وإنما سمع من عبد العزيز بن قرير البصري، كان يسكن عسقلان، ويروي عن الحسن وابن

<<  <  ج: ص:  >  >>