ب - وروى هشيم بن بشير [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أبي بشر]، وشعبة [تحرف في مطبوعة المصنف إلى: سعيد]:
أخبرنا أبو بشر جعفر بن إياس [ثقة]، قال: أخبرنا علي البارقي، أن رجلاً من أهل عُمان حج مع امرأته، فلما قضيا وحلق الرجل رأسه ولبس الثياب وذبح؛ ظن أنه قد حل له كل شيء؛ فوقع بامرأته قبل أن يطوف بالبيت، فانطلقت به إلى ابن عمر، فذكرت ذلك له؛ فقال: اقضيا ما بقي عليكما من نسككما، وعليكما الحج في قابل، قال: قلت يا أبا عبد الرحمن: إنهما من أهل عُمان بعيد الشقة؟ فلم يزدني على ذلك. لفظ هشيم [عند ابن عبد البر].
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٦٩/ ١٥٦١٢ و ١٥٦١٣ - ط الشثري)، وعلقه ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٢٦٥).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد جيد، وعلي بن عبد الله الأزدي البارقي: لا بأس به [تقدمت ترجمته قبل قليل، في آثار ابن عباس].
ج - ورواه أحمد بن حنبل، عن إسماعيل بن علية [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب]، حدثنا أيوب [السختياني: ثقة ثبت]، عن غيلان بن جرير [الأزدي: بصري، ثقة، من الخامسة]، أنه سمع علياً الأزدي، قال: سألت ابن عمر عن رجل وامرأة من عُمان أقبلا حاجين، فقضيا المناسك حتى لم يبق عليهما إلا الإفاضة؛ وقع عليها؟ فقال: ليحجا قابلاً.
عزاه لأحمد: الزيلعي في نصب الراية (٣/ ١٢٦)، وابن الملقن في البدر المنير (٦/ ٣٨٧)، والعيني في البناية (٤/ ٣٤٩)، وعزاه لسعيد بن منصور: ابن حجر في الدراية (٢/٤١)، وصحح إسناده.
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد جيد.
د - ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن علي بن عبد الله البارقي؛ أن رجلاً وامرأة أتيا ابن عمر قضيا المناسك كلها ما خلا الطواف فغشيها، فقال ابن عمر عليهما الحج عاماً قابلاً، فقال: إنا إنسانان من أهل عمان، وإن دارنا نائية، فقال: وإن كنتما من أهل عمان، وكانت داركما نائية، حجا عاماً قابلاً، فأتيا ابن عباس، فأمرهما أن يأتيا التنعيم، فيهلا منه بعمرة، فيكون أربعة أميال مكان أربعة أميال، وإحرام مكان إحرام، وطواف مكان طواف.
أخرجه ابن أبي عروبة في المناسك [عزاه إليه: ابن تيمية في شرح العمدة (٤/ ٦٧٦ - ط عطاءات العلم)].
قلت: وهذه رواية شاذة؛ فإن المحفوظ عن ابن عباس فيمن أتى امرأته قبل أن يفيض أن عليه هدياً، وقد تم حجه، روى ذلك عنه: اثنان من أصحابه المكثرين عنه: عطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، ورواه عن عطاء بن أبي رباح: عبد العزيز بن رفيع، وأبو