فتفرّقا ولا تلتقيا حتى تقضيا نُسككما، وأهديا هدياً. لفظ إسماعيل، وفي رواية حماد: واهديا هديين.
أخرجه علي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (١١٤). ومن طريقه: البيهقي (٥/ ١٦٧)، والبغوي في شرح السنة (٧/ ٢٨١/ ١٩٩٦). وعلقه من طريق حماد بن سلمة: القاضي عبد الوهاب المالكي في شرح الرسالة (٣/ ٤٥٠ - ط الكتانية).
قلت: رجاله ثقات، غير أن حميد بن أبي حميد الطويل لا تُعرف له رواية ولا سماع من أبي الطفيل عامر بن واثلة، وهو معروف بالتدليس، وعامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت، وأثره هذا عن ابن عباس صحيح، فقد توبع عليه.
قال البيهقي:«ورواه عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس في هذه القصة: ثم أهلا من حيث أهللتما أول مرة».
قلت: عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي: مكي، ثقة، من الثالثة، لكن لم أقف على الإسناد إليه؛ فقد لا يثبت.
ج - وروى عبد الله بن نمير [ثقة]، ومحمد بن عبيد الطنافسي [ثقة]، وعتاب بن
سعيد [مجهول، روى عن عبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب، وعنه: عبد الله بن محمد بن أسماء. الجرح والتعديل (٧/١٣)]، قالوا:
حدثنا عبيد الله بن عمر [ثقة ثبت]، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، قال: أن رجلاً أتى عبد الله بن عمرو يسأله عن محرم وقع بامرأة، فأشار إلى عبد الله بن عمر؛ فقال: اذهب إلى ذاك فاسأله، قال شعيب: فلم يعرفه الرجل، فذهبت معه، فسأل ابن عمر؛ فقال: بطل حجك، فقال الرجل: أفأقعد؟ قال: بل تخرج مع الناس، وتصنع ما يصنعون، فإذا أدركت قابلاً فحُجَّ وأهدِ، فرجع إلى عبد الله بن عمرو فأخبره، ثم قال: اذهب إلى ابن عباس فاسأله، قال شعيب: فذهبت معه، فسأله؛ فقال له ما قال عبد الله بن عمر، فرجع إلى عبد الله بن عمرو فأخبره بما قال ابن عباس، ثم قال: ما تقول أنت؟ قال: أقول أنا مثل ما قالا. لفظ ابن عبيد [عند الدارقطني]، وبنحوه رواه ابن نمير [عند ابن أبي شيبة]، وعتاب [عند ابن أبي خيثمة].
أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٥١٨ و ٥١٩/ ١٣٥٥٠ و ١٣٥٥١ و ١٣٥٥٢ - ط الشثري)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ٢٦٨٤/ ٢٤٢ - السفر الثالث)، والدارقطني (٣/ ٤٧٥/ ٣٠٠٠)، والحاكم (٢/ ٦٥)(٣/ ٣٢٥/ ٢٤٠٣ - ط المنهاج القويم)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ١٦٧)، وفي المعرفة (٧/ ٣٦٢/ ١٠٣٤٢)، وفي الخلافيات (٣/ ٢٢٥ - اختصار ابن فرح)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٣/ ١١٦). [الإتحاف (٨/ ٤٦٩/ ٩٧٨٤)].
قال الحاكم:«هذا حديث ثقات رواته حفاظ، وهو كالأخذ باليد في صحة سماع شعيب بن محمد، من جده عبد الله بن عمرو».