بما يدل على كونه كان حماراً عقيراً، فقال أحدهما: لحم، وقال الآخر: رجل، وكلاهما خطأ، قال الطحاوي:«هذا حديث مضطرب، قد رواه قوم على ما ذكرنا، ورواه آخرون، فقالوا: إنما أُهدي إليه حماراً وحشياً»، ثم احتج بحديث مالك، وابن أبي ذئب، والليث بن سعد، ثم قال:«ففي هذه الأحاديث، أن الهدية التي ردها رسول الله ﷺ على الصعب من أجل أنه حرام، كانت حماراً وحشياً».
وأما البيهقي فقد ساق في الكبرى (٥/ ١٩٢) حديث مالك، وشعيب، والليث، بلفظ:«فأهدى له حماراً وحشياً»، ثم قال:«كذلك رواه ابن أبي ذئب، ومحمد بن إسحاق بن يسار، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم، عن الزهري وخالفهم ابن عيينة».
وأما في المعرفة (٧/ ٤٢٦)، فقد ساق رواية مالك، ثم قال:«بهذا المعنى رواه شعيب بن أبي حمزة، وصالح بن كيسان والليث بن سعد، ومعمر بن راشد، وابن أبي ذئب، ومحمد بن إسحاق بن يسار، ومحمد بن عمرو بن علقمة عن الزهري: أنه أهدى حماراً وحشياً، وكان ابن عيينة يضطرب فيه، فرواية العدد الذين لم يشكوا فيه أولى».
• خالف الجماعة؛ فوهم في متنه: أبو داود [الطيالسي: ثقة حافظ، غلط في أحاديث]، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة الليثي؛ أنه أهدى إلى رسول الله ﷺ لحم صيد وهو محرم؛ فرده، فرأى الكراهية في وجهه، فقال رسول الله ﷺ:«ليس بنا ردّ عليك، ولكنا حُرُم».
أخرجه الطيالسي (٢/ ٥٥٦/ ١٣٢٥).
قلت: وهذا حديث شاذ فقد رواه جماعة الثقات عن ابن أبي ذئب، فقالوا فيه: أهدى إلى رسول الله ﷺ حماراً وحشياً، وكذلك رواه عن الزهري، فقالوا:«حمار وحش»؛ مالك، ومعمر، وشعيب والزبيدي، ويونس، وصالح بن كيسان، والليث بن سعد، وابن جريج، وابن مسافر، وابن أخي الزهري، وعباد بن إسحاق، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
(١٢) ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد [الزهري المدني: ثقة]، قال: أنا أبي [إبراهيم بن سعد: ثقة حجة]، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب؛ أن عبيد الله بن عبد الله أخبره؛ أن ابن عباس أخبره؛ أن الصعب بن جثامة أخبره؛ أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمار وحش، وهو بودان، فرده عليه، قال: فلما رأى ما في وجهي؛ قال:«إنَّا لم نرده عليك إلا أنا حُرُم».
أخرجه مسلم (٥١/ ١١٩٣)، وأبو عوانة (٦/ ٢٨٠/ ٦٥٣٣ - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٧٣٢/ ٢٨٠)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (٤/ ٧٢)، والطبراني في الكبير (٨/ ١٠٠/ ٧٤٤٠). [التحفة (٤/٣٩/٤٩٤٠)، الإتحاف (٦/ ٦٥٣٣/ ٢٨٠)، المسند المصنف (١٠/ ٢٣٨/ ٤٨٥٧)].