للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في موضع واحد، وقد صحح له الترمذي جملة من حديثه مما توبع عليه، وقال الذهبي: «وكان من أوعية العلم، على تشيع قليل فيه، وسوء حفظه يغضه من درجة الإتقان»، وقال أيضا: «صالح الحديث» [صحيح مسلم (١٧٨٩). جامع الترمذي (١٠٩ و ١١٤٦ و ٢٣٣٠ و ٢٦٧٨ و ٣١٤٨ و ٣١٦٨ و ٣٦١٥ و ٣٩٠٢). الجرح والتعديل (٦/ ١٨٦). المجروحين (٢/ ١٠٣). الكامل (٥/ ١٩٥). الميزان (٣/ ١٢٧). السير (٥/ ٢٠٦). تذكرة الحفاظ (١/ ١٤٠). تاريخ الإسلام (٨/ ٤٩٨). المغني (٢/ ٤٤٧). التهذيب (٣/ ١٦٢)].

قلت: وعلى هذا فهذه متابعة جيدة لرواية: سليمان بن كثير، عن حميد الطويل، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن علي مرفوعا.

وقد اتفقت رواية إسحاق بن عبد الله بن الحارث، ورواية ابن جدعان على أصل القصة التي وقعت بين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وكان عثمان يذهب فيها إلى جواز أكل المحرم من الصيد الذي لم يصده المحرم، ولا أمر بصيده، وأما علي فكان يرى عدم جواز أكل المحرم من لحم الصيد مطلقا، واحتج في ذلك بأن النبي أهدي إليه رجل حمار وحش فامتنع من أكله، وأشهد الأشجعيين على ذلك، فشهدوا، وقالوا: نعم، كما اتفقا في القصة على أن عثمان قدم له طعام فيه لحم صيد، ولم يكن علي حاضرا، بل كان يخبط لإبله، فاستدعي لذلك فأنكر عليهم، واحتج بفعل النبي في ذلك، فامتنع عثمان وقام، ولم يأكل، والله أعلم.

لكن علي بن زيد بن جدعان قد أخطأ في هذا الحديث في موضعين: الأول: رفع الموقوف، فإن عليا لما جاء، وقيل له: كل، قال: «أطعموه قوما حلالا؛ فإنا حرم»، واكتفى في إشهاد الأشجعيين بقوله: أن رسول الله أهدي إليه رجل حمار وحش، وهو محرم، فأبى أن يأكله؟ قالوا: نعم. وعليه: فإن ابن جدعان قد أخطأ في رفع هذه الجملة: «إنا قوم حرم، فأطعموه أهل الحل»، إنما هي من قول علي، موقوفا عليه.

والموضع الثاني: ما انفرد به ابن جدعان بطرف بيض النعام فلا يثبت.

• والحاصل: فإن الحديث صحيح باجتماع هذين الطريقين، دون ما شد مما انفرد به ابن جدعان، والله أعلم.

٢ - ورواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، وأبو عوانة [ثقة ثبت]:

عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، قال: كنا مع عثمان وعلي ، حتى إذا كنا بمكان كذا وكذا، قرب إليهم طعام، قال: فرأيت جفنة، كأني أنظر إلى عراقيب اليعاقيب، فلما رأى ذلك علي قام، فقام معه ناس، قال: فقيل: والله ما أشرنا ولا أمرنا ولا صدنا، فقيل لعثمان : ما قام هذا ومن معه إلا كراهية لطعامك، فدعاه، فقال: ما كرهت من هذا؟ فقال علي : ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً﴾ [المائدة: ٩٦]، ثم انطلق. لفظ أبي عوانة [عند الطحاوي].

<<  <  ج: ص:  >  >>