د - وروى أبو معاوية [محمد بن خازم الضرير]: ثقة، من أثبت الناس في الأعمش، عن الأعمش، عن مسلم [مسلم بن عمران البطين]: كوفي، ثقة، من السادسة، عن أبي صالح، قال: وقال عمر: أصلحوا مثاويكم، وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم؛ فإنه لا يظهر لكم منهن مسلم.
أخرجه ابن أبي شيبة (١١/ ٢٢١/ ٢١٠٨٤ - ط الشثري).
قلت: ولا يثبت هذا، ذكوان أبو صالح السمان: لم يدرك عمر بن الخطاب.
هـ - وروى وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن سفيان [الثوري]، عن عبد الكريم [عبد الكريم بن مالك الجزري: ثقة متقن]، عن مجاهد، قال: قال عمر: اقتلوا الحيات كلها على كل حال.
أخرجه ابن أبي شيبة (٤/ ٢٦١/ ١٩٩٠٣) (١١/ ٢٢٠/ ٢١٠٨٢ - ط الشثري).
وهذا منقطع، مجاهد بن جبر: لم يدرك عمر بن الخطاب.
ويستفاد مما ثبت عن عمر بن الخطاب في هذا الباب: أن عمر قاس الزنبور على إحدى هذه الفواسق الست المنصوص عليها في الحديث، وهي: العقرب، والفأرة، والحدأة، والغراب، والحية، والكلب العقور، حيث قاسه عمر على العقرب، والله أعلم.
٢ - عن علي بن أبي طالب:
أ - يرويه: محمد بن حميد [الرازي]، قال: حدثنا هارون بن المغيرة [البجلي الرازي]: ثقة، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه [عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الأحول]، عن عامر بن هني، عن محمد بن الحنفية، عن علي، أنه قال: يقتل المحرم الحية، والعقرب، والغراب الأبقع، ويرمي الغراب، والفويسقة، والكلب العقور.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (١٥/ ١٧٣) (٩/ ٤٣٧ - ط الفرقان).
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٥/ ١٧٤): «والحديث عن علي فيه أيضاً ضعف، ولا يثبت».
وقال أبو العباس القرطبي في المفهم (٣/ ٢٨٤): «روي عن علي ﵁ أنه لا يقتل الغراب، لكن يرمى، ولا يصح عنه».
وقال النووي في شرح مسلم (٨/ ١١٤): «وحكي غيره عن علي ومجاهد؛ أنه لا يقتل الغراب ولكن يرمى، وليس بصحيح عن علي».
قلت: هو حديث منكر؛ عامر بن هني: ليس بالقوي، قاله أبو حاتم، وقال البخاري: «لا يصح حديثه» [اللسان (٤/ ٣٨١)]، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي: ليس بذاك القوي، قال ابن عدي: «يحدث عن سعيد بن جبير وابن الحنفية وأبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها» [انظر ترجمته تحت الحديث رقم (٦٢١) و (٦٩٤) و (١٠٧٣)]، وعلي بن عبد الأعلى الثعلبي الكوفي الأحول: ليس به بأس، وقال أبو حاتم والدارقطني: «ليس بالقوي».
