أخرجه البزار (١٠/١٥/٨١٧٨).
قال البزار: «وهذا الحديث قد روي عن أبي هريرة من وجه آخر، فقال: الغراب، ولم يذكر الحية، ولا نعلم أسند ابن سيلان عن أبي هريرة إلا هذين الحديثين، وروى حديثاً آخر موقوفاً».
قلت: وابن سيلان هذا، هو: عبد ربه بن سيلان، الذي يروي عن أبي هريرة، وعنه: محمد بن زيد بن مهاجر، ويأتي الكلام عليه.
قلت: وهذا حديث باطل، تفرد به: محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، وهو: متهم بالكذب، وكان يسرق الحديث [التاريخ الكبير (٥/ ١٨٨). الضعفاء الصغير (١٩١). سؤالات البرذعي (٢/ ٥٤٢). ضعفاء أبي زرعة (٢/ ٦٣٠). ضعفاء العقيلي (٢/ ٢٩٦). الجرح والتعديل (٥/ ١٥٦). المجروحين (٢/١٩). اللسان (٤/ ٥٥١)].
وأسامة بن زيد بن أسلم العدوي المدني: ضعيف [التهذيب (١/ ٥٤٦ - ط دار البر)].
• إنما يُروى هذا: عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة قوله في تفسير الكلب العقور.
فقد روى أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: الكلب العقور: الأسد.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٦٤/ ٣٧٥٧)، وفي أحكام القرآن (٢/ ٥٦/ ١٢٣٥)، وفي اختلاف العلماء (٢/ ١٢٣ - اختصار الجصاص). [الإتحاف (١٤/ ٥٢٤/ ١٨١٤٤)].
قلت: وهذا وهم، وهم فيه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وهو: بصري، صدوق سيء الحفظ، وكان يصحف.
• وخالفه، فضبط إسناده: أبو عامر [عبد الملك بن عمرو العقدي: ثقة]، عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة: الكلب العقور أي شيء هو؟ قال: الذي تسمونه الذئب.
أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث (٣/ ٩٩٩).
قلت: زهير بن محمد التميمي: رواية أهل الشام عنه ضعيفة فيها مناكير، ورواية أهل العراق عنه مستقيمة؛ قال الإمام أحمد: «أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر»، وقال الإمام البخاري: «أحاديث أهل العراق عن زهير بن محمد: مقاربة مستقيمة»، وقد أخرج له البخاري في صحيحه (٥٦٤١) من رواية أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي عنه، وأخرج له مسلم في صحيحه (١٨٨ و ٢١١) من رواية يحيى بن أبي بكير عنه، وهذا الحديث مما رواه عنه من أهل العراق أبو عامر العقدي؛ فهو من صحيح حديثه [انظر: التهذيب (١/ ٦٣٩). الميزان (٢/ ٨٤). إكمال مغلطاي (٥/ ٩٠). ترتيب علل الترمذي ص (٣٩٥). جامع الترمذي (٣٢٩١). وغيرها].