بدل الحية: الحِدَأة، والبُزار، والطبراني في الكبير، والأوسط ببعضه، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس».
• قلت: ليث بن أبي سليم: ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه، يكتب حديثه في المتابعات، قال أحمد:«ليث بن أبي سليم: مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس»، وقال ابن معين:«ضعيف الحديث عن طاووس»، وقال أبو حاتم وأبو زرعة:«ليث: لا يُشتغل به، هو مضطرب الحديث»، وقال ابن حبان:«اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، كل ذلك كان منه في اختلاطه … » إلى آخر ما قال، وقال الدارقطني في العلل بعدما ذكر اختلاف الناس عليه:«كلها مضطربة، وليث: مضطرب الحديث»، وكلام النقاد فيه كثير، وأكثرهم على تضعيفه، لكني نقلت من أقوالهم ما يشبه ما وقع له في هذه الرواية. [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٧٩/ ٢٦٩١). سؤالات الميموني (٤٠٨). ضعفاء العقيلي (٤/١٤). الجرح والتعديل (٧/ ١٧٧). علل الحديث لابن أبي حاتم (١٢ و ٦٧ و ١٠١٧). المجروحين (٢/ ٢٣١). الكامل (٧/ ٢٣٣). علل الدارقطني (٢/ ٢٤٠/ ٢٤٢) و (٩/ ٧٤/ ١٦٥١) و (١٢/٢١/٢٣٥٧) و (١٣/ ١١٧/ ٢٩٩٤). التهذيب (١١/ ٢٢٠ - ط دار البر)].
• أما حديثه عن طاووس عن ابن عباس: فلم يتابع عليه من أصحاب طاووس؛ فهو حديث ضعيف مضطرب، اضطرب في إسناده ليث، فجعله مرة عن طاووس عن ابن عباس، وجعله مرة عن مجاهد عن ابن عباس.
واختلف في متنه: فرواه الناس: الحُدَيَّة، أو: الحِدَأَة، ووهم من قال: الحية، ويحتمل أن تكون اللفظة تحرفت على عثمان بن أبي شيبة راويه عن جرير [عند أحمد]: فقد رواها عن جرير: إسحاق بن راهويه، ويوسف بن موسى القطان، فقالا: الحدية، بزيادة الدال، مثل رواية الجماعة عن ليث، وهو الصواب، ورواها عنه: عثمان بن محمد ابن أبي شيبة [عند أحمد في المسند]، فقال: الحية، بحذف الدال، تحرفت عليه، والصواب: الحدية، كما رواه الناس عن ليث: وهيب بن خالد، وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن فضيل، فقالوا: الحِدأة، وهي الحديَّة، والله أعلم.
• وأما حديثه عن نافع عن ابن عمر: فقد توبع عليه، رواه عن نافع جم غفير، فهو حديث صحيح، تابع فيه ليث ثقات أصحاب نافع؛ فكأنه ضبطه، والله أعلم.
ج وقد روي حديث ابن عباس من وجهين آخرين، ولا يصح أيضاً:
أ - رواه أبو الفياض واثلة بن الحسن الأنصاري بعرقة: حدثنا يحيى بن عثمان [يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي: صدوق]: حدثنا عمر بن صالح، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، قال: أمر رسول الله ﷺ بقتل ستة في الحرم - أو قال: خمسة، الشك من أبي جمرة -: الحدأة، والغراب، والحية، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور.