كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣٩ - باب المحرم يتزوج - فائدة في مناهج وأصول وقواعد الأحناف - ج: 28 - ص: 526

أحدها: أنه إذ ذاك كان رجلاً بالغاً، وابن عباس لم يكن حينئذ ممن بلغ الحلم، بل كان له نحو العشر سنين، فأبو رافع إذ ذاك كان أحفظ منه.

الثاني: أنه كان الرسول بين رسول الله ﷺ وبينها، وعلى يديه دار الحديث، فهو أعلم بلا شك، وقد أشار بنفسه إلى هذا إشارة محقق له ومتيقن، لم ينقله عن غيره، بل باشره بنفسه.

الثالث: أن ابن عباس لم يكن معه في تلك العمرة، فإنها كانت عمرة القضية، وكان ابن عباس إذ ذاك من المستضعفين الذين عذرهم الله من الولدان، فإنما سمع القصة من غير حضور منه لها.

الرابع: أنه ﷺ حين دخل مكة بدأ بالطواف بالبيت، ثم سعى بين الصفا والمروة، وحلق ثم حل، ومن المعلوم أنه لم يتزوج بها في طريقه، ولا بدأ بالتزويج قبل الطواف بالبيت، ولا تزوج في حال طوافه، هذا من المعلوم أنه لم يقع، فصح قول أبي رافع يقيناً.

الخامس: أن الصحابة غلطوا ابن عباس، ولم يغلطوا أبا رافع.

السادس: أن قول أبي رافع موافق لنهي النبي ﷺ عن نكاح المحرم، وقول ابن عباس مخالفه، وهو مستلزم لأحد أمرين، إما نسخه، وإما تخصيص النبي ﷺ بجواز النكاح محرماً، وكلا الأمرين مخالف للأصل، ليس عليه دليل فلا يقبل.

السابع: أن ابن أختها يزيد بن الأصم شهد أن رسول الله ﷺ تزوجها حلالاً، قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس، ذكره مسلم».

• وانظر أيضاً: شرح الرسالة للقاضي عبد الوهاب المالكي (٢/ ٢١٤). التجريد للقدوري (٤/ ١٨٣٣ - ١٨٤٧). شرح البخاري لابن بطال (٤/ ٥٠٨). الحاوي للماوردي (٤/ ١٢٣ - ١٢٧) و (٩/ ٣٣٥). المعرفة للبيهقي (٧/ ١٨٥ - ١٨٧). المدخل إلى السنن (٢/ ٥١١ - ت عوامة). المبسوط للسرخسي (٤/ ١٩١). شرح السنة للبغوي (٧/ ٢٥٠). بحر المذهب للروياني (٣/ ٤٦٢ - ٤٦٥). الوسيط للغزالي (١٥٥). المعلم للمازري (٢/ ١٣٧). البيان للعمراني (٤/ ١٦٨ - ١٧٢). إكمال المعلم (٤/ ٥٥٢). الإفصاح لابن هبيرة (١/ ٢٣٨). بداية المجتهد (٢/ ٩٦) و (٣/ ٦٨). شرح مسلم للنووي (٩/ ١٩٣). المجموع شرح المهذب (٧/ ٢٨٣ - ٢٩٠). المفهم لأبي العباس القرطبي (٤/ ١٠٥). الجامع لأحكام القرآن (٣/ ٢٢٢). جلاء الأفهام (٢٩٢ - ط عطاءات العلم). تبيين الحقائق للزيلعي (٢/ ١١٠). تفسير ابن كثير (٦/ ٤٠٧). التوضيح لابن الملقن (١٢/ ٤١٩ - ٤٢٦). البدر المنير (٧/ ٤٧٥). عمدة القاري (١٠/ ١٩٥) و (٢٠/ ١١٠). الفتح لابن حجر (٤/ ٥١) (٩/ ١٦٥)