و قال في الصغرى (٣/ ٦٣): «وحديث عائشة: أن النبي ﷺ تزوج وهو محرم؛ لا يصح موصولاً، إنما هو: عن ابن أبي مليكة عن النبي ﷺ مرسلاً، وعن مسروق عن النبي ﷺ مرسلاً».
وقال السهيلي في الروض الأنف (٧/٣٠) عن حديث مسروق عن عائشة: «وهو حديث غريب». [وراجع تخريجه مفصلاً تحت الحديث رقم (١٨٣٧)].
ب - ابن أبي مليكة، عن عائشة:
يرويه: علي بن نصر بن علي الجهضمي، والحسن بن علي الخلال الحلواني، وأحمد بن عمرو بن عبيدة أبو العباس القلوري [وهم ثقات]:
حدثنا أبو عاصم [الضحاك بن مخلد: ثقة ثبت]، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة؛ أن النبي ﷺ احتجم وهو محرم. لفظ أحمد بن عمرو [عند البزار].
ولفظ الجهضمي [عند الترمذي]: أن النبي ﷺ تزوج ميمونة وهو محرم.
ولفظ الحلواني [عند البيهقي]: أن النبي ﷺ تزوج وهو محرم.
أخرجه الترمذي في العلل الكبير (٢٢٥)، والبزار (١٨/٢٢٩/٢٤١)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٢١٦٤/ ٣٤٠) و (٦/١٩٩/٦١٨١)، والبيهقي في الكبرى (٧/ ٢١٢)، وفي الخلافيات (٣/ ١٩٠ - اختصار ابن فرح). [راجع تخريجه تحت الحديث رقم (١٨٣٧)].
قال الترمذي: «سألت محمداً [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: يروون هذا الحديث عن ابن أبي مليكة مرسلاً».
وقال البزار: «رواه بعض أصحاب أبي عاصم، عن أبي عاصم، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة مرسلاً، وأسنده غير واحد».
وقال الماوردي في الحاوي (٩/ ٣٣٦): «وأما حديث ابن أبي مليكة عن عائشة: فضعيف، لا أصل له عند أصحاب الحديث، … ».
وقال البيهقي في الكبرى: «فهكذا رواه جماعة عن أبي عاصم، فهذا إنما يروى عن ابن أبي مليكة مرسلاً، وذكر عائشة فيه وهم»، وساق كلام الترمذي.
وقال في الخلافيات بعد نقل كلام الترمذي: «ويقال: إن أبا عاصم رجع عن وصله، حين عاد إلى أصله فوجده فيه مرسلاً، قاله عمرو بن علي عن بعض أصحابه».
وقال في الصغرى (٣/ ٦٣): «وحديث عائشة: أن النبي ﷺ تزوج وهو محرم؛ لا يصح موصولاً، إنما هو: عن ابن أبي مليكة عن النبي ﷺ مرسلاً».
• ورواه أبو حفص عمرو بن علي [الفلاس: ثقة حافظ، إمام ناقد، كان من فرسان الحديث]، عن أبي عاصم النبيل، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، أن رسول الله ﷺ تزوج وهو محرم.
قلت لأبي عاصم: أنت أمليت علينا هذا من الرقعة ليس فيه: عائشة؟ فقال: دع عائشة حتى أنظر فيه. لفظ النسائي. وعند البيهقي: قال: دعوا عائشة حتى أنظر فيه. قال