(٢/ ٢٩٨/ ١٩٩٩)، وأبو يعلى (١٣/٢٢/٧١٠٥)، والدولابي في الكنى والأسماء (١/ ٩١٢/ ١٦٠١)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٧٠/ ٤٢١٨)، وفي شرح المشكل (١٤/ ٥١٤/ ٥٨٠٢)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٤٣٧/ ١٠٥٩) و (٢٤/٢١ /٤٥)، والدارقطني (٤/ ٣٨٨/ ٣٦٥٤)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٦٦) و (٧/ ٢١١)، وفي الصغرى (٢/ ١٦١/ ١٥٦٧) و (٣/ ٦٢/ ٢٥٠٥)، وفي المعرفة (٧/ ١٨٤/ ٩٧٤٤)، وفي الخلافيات (٣/ ١٨٩ - اختصار ابن فرح)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ١٥٦)، وفي الاستذكار (٤/ ١١٧)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٣٠٠/ ١٣٦٧). [التحفة (١٢/ ٥٩/ ١٨٠٨٢)، الإتحاف (١٨/ ٨٣/ ٢٣٣٧١)، المسند المصنف (٤٠/ ١٣٣/ ١٩١٣٣)].
قال الترمذي:«هذا حديث غريب. وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلاً، أن رسول الله ﷺ تزوج ميمونة وهو حلال».
قلت: بل هو حديث صحيح، ولا وجه لغرابته.
وقال في العلل الكبير (٢٢٤): «وسألت محمداً [يعني: البخاري] عن حديث يزيد بن الأصم؟ فقال: إنما رُوي هذا عن يزيد بن الأصم: أن النبي ﷺ تزوج ميمونة وهو حلال.
ولا أعلم أحداً قال: عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة غير جرير بن حازم.
قال: قلت له: فكيف جرير بن حازم؟ قال: هو صحيح الكتاب، إلا أنه ربما وهم في الشيء».
قلت: لعل الترمذي استغرب حديث جرير هذا لأجل قول البخاري فيه، والحديث صحيح ثابت، رجاله ثقات، صححه: مسلم، وأبو عوانة، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم، ولم ينفرد فيه جرير بن حازم بوصل الحديث، فقد رواه موصولاً أيضاً: حبيب بن الشهيد، والوليد بن زروان عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، وقد سبق أن قررت مراراً، أن لا تعارض هنا بين الوصل والإرسال الواقع بين الرواة عن ميمون بن مهران، وأن ميمون بن مهران سمعه من يزيد بن الأصم مرتين، مرة حين أرسله الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى يزيد ليسأله عن زواج رسول الله ﷺ من ميمونة، فأجاب بأنه كان حلالاً، ومرة أخبره بأنه سمعه من ميمونة، وقصة الإرسال تحمل في طياتها دلائل الوصل، كما سبق بيانه في موضعه، وقد أشار لهذا الوصل: ميمون بن مهران، وعطاء بن أبي رباح، كما أن تصرف الخليفة عمر بن عبد العزيز يدل على ذلك، والله أعلم.
• وقال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد نطق هذا الإسناد الصحيح بأن رسول الله ﷺ تزوجها حلالاً.
فأما أخبار عكرمة، عن ابن عباس؛ فإنها ناطقة أنه ﷺ تزوجها وهو محرم».
هكذا رواه يحيى بن آدم، ووهب بن جرير، وعبد الله بن وهب [وهم ثقات]: حدثنا جرير بن حازم حدثنا أبو فزارة راشد بن كيسان، عن يزيد بن الأصم: حدثتني ميمونة بنت الحارث؛ أن رسول الله ﷺ تزوجها وهو حلال.