فقال:«كذلك رواه الزهري، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبي أيوب، قاله سليمان بن بلال، عن أسامة بن زيد، عن الزهري.
وخالفه زيد بن أسلم: فرواه عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن أبي أيوب.
قاله سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، والأشبه بالصواب: قول زيد بن أسلم».
وقال الحاكم:«هذه فضيلة لأبي أيوب؛ أن ابن عباس والمسور يرجعان إليه في السؤال، وأظن الشيخين ﵄ قد خرجاه أو أحدهما في كتاب الطهارة».
قلت: قد اتفق الشيخان على إخراجه في كتاب الحج، وترجم له البخاري بقوله:«باب الاغتسال للمحرم. وقال ابن عباس ﵄: يدخل المحرم الحمام. ولم ير ابن عمر وعائشة بالحك بأسا»، ثم أسند هذا الحديث من طريق مالك، وأخرجه مسلم من طريق مالك، وابن عيينة، وابن جريج، وأعرضا جميعا عن حديث الزهري، لخطأ الرواة فيه على الزهري، وأنه ليس من حديثه، والله أعلم.
٤ - ورواه أحمد بن بديل الكوفي [لا بأس به]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [صدوق حافظ، اتهم بسرقة حديث]، قالا:
حدثنا أبو معاوية [محمد بن خازم الضرير: ثقة، ثبت في الأعمش، ويهم في حديث غيره]، عن حجاج، عن الربيع بن مالك، عن ابن حنين، عن أبي أيوب، قال: رأيت رسول الله ﷺ كل وقت يغسل رأسه بالماء وهو محرم. لفظ ابن بديل [عند الطوسي].
ولفظ الحماني [عند الطبراني]: قال: رأيت النبي ﷺ يغسل رأسه وهو محرم.
أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٤/٤٨/٧٦٢)، والطبراني في الكبير (٤/ ١٥٢/ ٣٩٨٠)
قال الطوسي:«وهذا حديث حسن غريب».
قلت: هذا حديث منكر؛ الربيع بن مالك: مجهول، منكر الحديث، قال البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٢٧٣)، وفي الضعفاء (١١٦): «ربيع بن مالك: عن خولة، روى عنه: حجاج بن أرطاة، لم يثبت حديثه، وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٤٦٨): ربيع بن مالك: روى عن خولة، وعن ابن حنين، روى عنه: الحجاج بن أرطاة، روى حديثا واحدا، لم يثبت حديثه، وليس بالمعروف»، وقال ابن حبان في المجروحين (١/ ٢٩٧): «الربيع بن مالك»: شيخ يروي عن خولة، روى عنه: الحجاج بن أرطاة؛ منكر الحديث جدا، فلا أدري الإنكار في حديثه وقع من جهته، أو من قبل الحجاج بن أرطاة؛ لأن الحجاج ليس بشيء في الحديث، فإن كان منهما أو من أحدهما وجب التنكب عن الاحتجاج به. [وانظر أيضا: ضعفاء أبي زرعة الرازي (١٠٠). التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٢/ ٨٤٢/ ٣٥٧٩ - السفر الثاني). ضعفاء العقيلي (٢/٥٠). الكامل (٤/٤٥). المغني (٢٠٩٨). الميزان (٢/٤٢). التعجيل (٣١١). اللسان (٣/ ٤٥٠)].