عدي الجرجاني، عن أبي بكر العقيلي هذا به، ولم أقف عليه في الكامل لابن عدي، فلعله في مصنف آخر له.
قلت: هذا غريب جدا من حديث الثوري، ثم هو حديث منكر، إنما رواه مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سليمان بن يسار مرسلا.
ولعل الوهم فيه من قبل: محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن زياد أبي بكر العقيلي الأصبهاني، ترجم له أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٠٢)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يترجم له إلا بحديث واحد، وكذلك ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق بهذا الحديث الواحد، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولا أظنه الذي ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ٢٩٢)، والذي يعرف بالفاذجاني، والله أعلم.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ١٢٠): «وأما حديثه في هذا الباب عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار؛ فإنه مرسل، ولكنه متصل من وجوه صحاح، من حديث ابن عباس، وحديث جابر، وحديث أنس، وحديث عبد الله بن بحينة، كلهم يروي عن النبي ﷺ أنه احتجم وهو محرم، وبعضهم يروي: وهو صائم محرم، وأكثرهم يقول: من أذى كان برأسه».
وقال في التمهيد (٢٣/ ١٦٢): «هذا مرسل في الموطأ عند جماعة الرواة، وقد روي مسندا من وجوه صحاح، من حديث ابن عباس، وجابر، وعبد الله بن بحينة، وأنس». وقال في التقصي (٤٤٥): «وهذا الحديث يستند بهذا اللفظ من حديث عبد الله بن بحينة. رواه سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، عن الأعرج، عن ابن بحينة. وروي من حديث ابن عباس، ومن حديث جابر أيضا، عن النبي ﷺ أنه احتجم وهو محرم».
قال البكري في معجم ما استعجم (٤/ ١١٥٣): «لحي جمل: بفتح أوله، وإسكان ثانيه، على لفظ لحي الرأس، مضاف إلى جمل، واحد الجمال: ماء مذكور محدد في رسم العقيق.
وبهذا الموضع احتجم رسول الله ﷺ في وسط رأسه وهو محرم. ورواه مالك، عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار.
وهي بئر جمل التي ورد ذكرها في حديث أبى جهيم بن الحارث بن الصمة، قال: أقبل النبي ﷺ من بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد النبي ﷺ عليه حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام. رواه البخاري وغيره. وقد قيل: بئر جمل ماء آخر بالمدينة». [وانظر: المنتقى لأبي الوليد الباجي (٢/ ٢٣٩). شرح الموطأ للزرقاني (٢/ ٤١١)].