وابن الضريس في أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي (٤٠)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٢٦٢٠)، والحسن بن أحمد المخلدي في فوائده «المخلديات»(٣٠٨ - انتخاب البحيري)، وجعفر المستغفري في طب النبي ﷺ(٦٤٣)، وابن حزم في المحلى (٢/ ٢٤٦)، والبيهقي (٩/ ٣٣٩ و ٣٤٠)، وأبو طاهر السلفي في معجم السفر (٢٠٩). [التحفة (٢/ ٤٦٨/ ٢٩٧٨)، الإتحاف (٣/ ٥٢٨/ ٣٦٦٤)، المسند المصنف (٥/ ٣٠١/ ٢٦٦٢)].
وهذا حديث صحيح.
قال ابن خزيمة (٤/ ١٨٧): «في خبر ابن عباس، وابن بحينة: أن النبي ﷺ احتجم على رأسه من وجع وجده في رأسه، فدل خبر حميد عن أنس أنه احتجم على ظهر القدم، وإنما كانت للوثء الذي كان بظهره أو بوركه؛ لأن في خبر حميد عن أنس أن إحدى الحجامتين كان من وجع وجده في رأسه، وفي خبر جابر أن إحداهما كان من وثء كان بظهره أو بوركه، وقد روى ابن خثيم، عن أبي الزبير عن جابر: أن رسول الله ﷺ احتجم من رهصة أصابته؛ حدثناه الزيادي: ثنا الفضل بن سليمان، عن ابن خثيم. قال أبو بكر: فهذه الرهصة تشبه أن يكون الوثء الذي ذكر في خبر أبي الزبير عن جابر».
هكذا ذهب ابن خزيمة إلى أنهما حجامتان، بينما رجح البيهقي حديث ابن عباس؛ أنها واحدة كانت في رأسه. [انظر: سنن البيهقي (٩/ ٣٤٠)، الآداب (٢٨٥)].
ورواه أحمد بن أبي عبيد الله الوراق [ثقة]، قال: حدثنا أبو قتيبة [سلم بن قتيبة الخراساني]، عن هشام، عن أبي الزبير عن جابر؛ أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم. أخرجه النسائي في الكبرى (٣/ ٣٤٤/ ٣٢٢٠)(٥/ ٤٠١/ ٣٤١٨ - ط التأصيل). [التحفة (٢/ ٤٦٩/ ٢٩٨٤)، المسند المصنف (٥/ ٣٨١/ ٢٧٢٧)].
أعله النسائي بقوله:«خالفه خالد بن الحارث».
وأين سلم بن قتيبة من خالد بن الحارث الهجيمي البصري: الثقة الثبت المتقن، الذي كثر ثناء النقاد عليه، وأعلوا منزلته، حتى قال فيه أحمد:«إليه المنتهى في التثبت بالبصرة»، وقال أيضاً:«كان خالد بن الحارث يجيء بالحديث كما سمع»، وعده ابن معين من أثبت شيوخ البصريين، وقال أبو حاتم على تشدده:«إمام ثقة»، وأثنى عليه قرينه يحيى القطان، فقال:«ما رأيت أحداً خيراً من سفيان، وخالد بن الحارث»، وكان من ثناء الذهبي عليه:«كان من أوعية العلم، كثير التحري، مليح الإتقان، متين الديانة» [سؤالات المروذي (٢٩). الجرح والتعديل (٣/ ٣٢٥). تاريخ الإسلام (٤/ ٨٤١). السير (٩/ ١٢٧). التهذيب (٣/ ٦٦٨ - ط دار البر)].
فكيف ولم ينفرد به خالد بن الحارث، بل تابعه جمع من الثقات والأثبات، منهم: بشر بن المفضل، وأبو داود الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وروح بن عبادة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبو قطن عمرو بن الهيثم، وكثير بن هشام؛ فقال أكثرهم: احتجم وهو محرم، ولم يذكر أحد منهم الصيام.