للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال في المحلى (٣/ ٣٧٨): «وهذا باطل لوجوه:

أولها: أنه مرسل، ولا حجة في مرسل. والثاني: أنه ليس فيه نص ولا دليل - لو صح - على أنه في المحرم أصلا، بل كان يكون في سائر الموتى. وثالثها: أنه لا يجوز أن يقوله أصلا؛ لأنه لا يقول إلا الحق، واليهود لا تكشف وجوه موتاها؛ فصح أنه باطل، سمعه عطاء ممن لا خير فيه، أو ممن وهم. والرابع: أنه لو صح مسندا في المحرمين لما كانت فيه حجة؛ لأن خبر ابن عباس هو الآخر بلا شك، ومن المحال أن يقول في أمر أمر به أنه تشبه باليهود، وجائز أن ينهى عن التشبه باليهود قبل أن ينزل عليه الوحي، ثم يأمر بمثل ذلك الفعل، لا تشبها بهم، كما قال في قول اليهودية في عذاب القبر، ثم أتاه الوحي بصحة عذاب القبر».

٢ - عن عثمان بن عفان موقوفا عليه فعله:

أ - رواه مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون: عن يحيى بن سعيد الأنصاري المدني: ثقة ثبت، عن القاسم بن محمد، أنه قال: أخبرني الفرافصة بن عمير الحنفي، أنه رأى عثمان بن عفان بالعرج يغطي وجهه وهو محرم. لفظ مالك.

لفظ عبدة ويزيد [عند ابن أبي شيبة]، وسليمان [عند البيهقي]: قال: أخبرني الفرافصة بن عمير؛ أنه رأى عثمان بن عفان مغطيا وجهه وهو محرم.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٤٠/ ٩١٤ - رواية يحيى الليثي) (٦٦٧ - رواية القعنبي) (١٠٤٧ - رواية أبي مصعب الزهري) (ق ٤٩/ أ - رواية ابن القاسم برواية سحنون) (٩٧٢ - رواية ابن بكير) (٤٩٤ - رواية الحدثاني)، وابن أبي شيبة (٨/ ٢٨٧/ ١٤٨٢٥ - ط الشثري)، والطحاوي في شرح المشكل (٨/ ٤١٠)، وفي أحكام القرآن (٢/٤٤/١١٩٨)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٥٤)، وفي الخلافيات (٣/ ١٧٥ - اختصار ابن فرح).

قلت: وهذا موقوف على عثمان بن عفان بإسناد صحيح، والفرافصة بن عمير الحنفي: مدني، تابعي، ثقة، قاله العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وأودعه مالك في موطئه، وهو الحكم في أهل المدينة، وروى عنه اثنان من ثقات التابعين وآخران [انظر: سؤالات أبي داود (٣٩). التاريخ الكبير (٧/ ١٤١). ثقات العجلي (١٣٤٧). الجرح والتعديل (٧/ ٩٢). الثقات (٥/ ٢٩٩). الإصابة (٨/ ٥٣٣/ ٧٠٠٤). تعجيل المنفعة (٢/ ٨٥٠/ ١١١). تبصير المنتبه (٣/ ١٠٧٠). الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٤٩٩)].

والراوي عنه: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: تابعي، ثقة فقيه، أحد فقهاء أهل المدينة وعلمائهم، من كبار الثالثة، روى عن عمته عائشة وأكثر عنها، وعن العبادلة، وجمع من الصحابة، فروايته عن الفرافصة مما يقوي أمره، ويرفع شأنه، وقد ثبت عن القاسم بن محمد؛ أن الفرافصة بن عمير الحنفي، قال: ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان إياها في الصبح، من كثرة ما كان يرددها لنا وهو صحيح عن

<<  <  ج: ص:  >  >>